اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[خلق الإنسان]
ولما استوت المملكة وتهيأت وما عرف أحد من هؤلاء المخلوقات كلها من أي جنس يكون هذا الخليفة الذي مهد الله هذه المملكة لوجوده فلما وصل الوقت المعين في علمه لإيجاد هذا الخليفة بعد أن مضى من عمر الدنيا سبع عشرة ألف سنة ومن عمر الآخرة الذي لا نهاية له في الدوام ثمان آلاف سنة أمر الله بعض ملائكته أن يأتيه بقبضة من كل أجناس تربة الأرض فأتاه بها في خبر طويل معلوم عند الناس فأخذها سبحانه وخمرها بيديه فهو قوله لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ وكان الحق قد أودع عند كل ملك من الملائكة الذين ذكرناهم وديعة لآدم وقال لهم إِنِّي خالِقٌ بَشَراً من طِينٍ وهذه الودائع التي بأيديكم له فإذا خلقته فليؤد إليه كل واحد منكم ما عنده مما أمنتكم عليه ثم فَإِذا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ من رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فلما خمر الحق تعالى بيديه طينة آدم حتى تغير ريحها وهو المسنون وذلك الجزء الهوائي الذي في النشأة جعل ظهره محلا للأشقياء والسعداء من ذريته فأودع فيه ما كان في قبضتيه فإنه سبحانه أخبرنا أن في قبضة يمينه السعداء وفي قبضة اليد الأخرى الأشقياء وكلتا يدي ربي يمين مباركة وقال هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون