Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشىّ يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم) الآية

ما تتحير فيه فلهذا جاءت كلمة لعل وهي كلمة ترج وكل ترج إلهي فهو واقع فلا بد منه فهذا هو الأمر الذي يحديه في النشأة وأما في الأحكام فمعلوم في العلم الرسمي إلى يوم القيامة فإن الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما قرر حكم المجتهد لا يزال حكم الشرع ينزل من الله على قلوب المجتهدين إلى انقضاء الدنيا فقد يحكم اليوم مجتهد في أمر لم يتقدم فيه ذلك الحكم واقتضاه له دليل هذا لمجتهد من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي فهذا أمر قد حدث في الحكم إذا تعداه المجتهد أو المقلد له فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ فهذا أو أمثاله مما يعطيه هذا الذكر وهذا القدر من الإشارة في هذا الذكر كاف إن شاء الله فإن هذا الذي يعطيه هذا الذكر فيه تفصيل كثير وتمثيل نبهناك على المأخذ فيه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السادس والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله ولَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا)

إن الركون إلى الأغيار حرمان *** في الدين وهو ركون فيه خسران‏

ناط العذاب به شرع يحققه *** ضعفين قلبي وإيمان وإحسان‏

هذا لمن قد رأى في ذاك مصلحة *** فكيف من حاله زور وبهتان‏

الله يعلم أني لا أقول به *** ولو تقطع أوصال وأركان‏

والله ما كان ذاك الحكم إلا لنا *** كالشك والشرك يقضي فيه برهان‏

بأن قائله ذو عصمة وله *** على الذي قاله في الله سلطان‏

أنزل الله تعالى في مثل هذا بل في هذا قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ إلى آخر السورة وهي سورة تعدل ربع القرآن إذا قسم أرباعا كما إن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن إذا قسم أثلاثا كما إن إذا زلزلت تعدل نصف القرآن إذا قسم قسمين‏

[الأعضاء الثمانية المكلفون‏]

اعلم أن هذا الذكر يطلعك كشفا على أعضاء التكليف منك وهي ثمانية أعضاء القلب والسمع والبصر واللسان واليد والبطن والفرج والرجل وما ثم تاسع وهي على عدد الجنات الثمانية فيدخل العبد في عبادته من أي أبواب الجنة شاء وإن شاء من الأبواب كلها في الزمن الواحد الفرد كأبي بكر الصديق رضي الله عنه دخل منها كلها في يوم واحد وكما أنه في كل عضو عمل يخصه فلكل عمل نتيجة تخصه من الكون تسمى كرامة ينتجها حال

ذلك العمل تناسب الكرامة العضو المكلف وحال العمل الذي يختص بذلك العضو ويقع في عمل كل عضو تفصيل وله أيضا أعني العمل نتيجة تخصه من الحق تسمى منزلا ينتجه مقام ذلك العمل يناسب ذلك المنزل عند الله العضو المكلف وتفاصيل المقام الذي يختص بذلك العضو يفصل المنازل على اختلافها وقد بينا ذلك كله في كتاب مواقع النجوم لنا وهو كتاب يقوم للطالب مقام الشيخ يأخذ بيده كلما عثر المريد ويهديه إلى المعرفة إذا هو ضل وتاه ويعرفه مراتب الأنوار من هذا الذكر المقسمة على الأعضاء التي يهتدى بها وهي نور الهلال والقمر والبدر والكوكب والنار والشمس والسراج والبرق وما يكشف بنور كل واحد من هذه الأنوار من الصفات التي تحصر الأسماء الإلهية والذات كالحياة والعلم والإرادة والقدرة والكلام والسمع والبصر والذات المنعوتة بهذه الصفات فلكل صفة نور من هذه الأنوار ويعرف الموازنات بين الأشياء الموزونة والمناسبات فلا يخفى عليه شي‏ء فإنه نور كله وهودعاء النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقال واجعلني نورا

وتعرف من هذا الذكر أرباب القوي وهي ثمانية القوي الخمسة الحسية والقوة العاقلة والفكرة والخيالية وما عدا هذه القوي فكالسدنة لهذه الثمانية كما أن هؤلاء الثمانية وإن كانوا أمهات ففيها ما منزلتها من غيرها منزلة السادن ومنزلة الإقليد وما زال التفاضل في الأنواع معلوما وكل ما ذكرناه في مواقع النجوم فإنه بعض ما يعطيه هذا الذكر والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السابع والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله واصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ولا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ الآية)

لله قوم وفوا بما له خلقوا *** فما مضى طبق إلا بدا طبق‏

فاصبر مع القوم نفسا ليس تشكرها *** إلا إذا رزقت مثل الذي رزقوا

من انكسار ومن ذل ومتربة *** فيها روائح مسك نشره عبق‏

فلا يغرنك أوصافي فإن لها *** مواطنا وبها لأقوام قد نطقوا

[أن لله عبادا كانت أحوالهم ذكرا يتقرب به إلى الله‏]

اعلم أيدنا الله وإياك بما أيدهم به من الروح القدسي أن لله عبادا كانت أحوالهم وأفعالهم ذكرا يتقرب به إلى الله وينتج من العلم بالله ما لا يعلمه إلا من ذاقه فمن حبس نفسه مع هذا الذكر لحق بهم فإنه كل ما أمر الله به نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ونهاه عنه هو كان عين أحوالهم وأفعالهم مع كون هذه الطائفة الذي نزل فيهم هذا القرآن من أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فما نالوا ما نالوه إلا باتباعه وفهم ما فهموا عنه ومع هذا عاتب الله تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيهم حتى‏

كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إذا لقي أحدا منهم أو قعد في مجلس يكونون فيه لا يزال يحبس نفسه معهم ما داموا جلوسا حتى يكونوا هم الذين ينصرفون وحينئذ ينصرف رسول الله ص‏

وكان صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إذا حضروا لا تعدو عيناه عنهم ويقول إذا جاءوا إليه أو لقيهم مرحبا بمن عاتبني الله فيهم ولما عرفوا بذلك كانوا يخففون الجلوس مع رسول الله ص‏

والحديث لما علموا من تقييده بهم وصبره نفسه معهم فمن لزم هذا الذكر فإنه ينتج له معرفة وجه الحق في كل شي‏ء فلا يرى شيئا إلا ويرى وجه الحق فيه فإنهم ما دعوا ربهم بالغداة والعشي الذي هو زمان تحصيل الرزق في المرزوقين كما قال لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وعَشِيًّا وهو الصبوح والغبوق عند العرب فكان رزق هؤلاء بالغداة والعشي ما يحصل لهم من معرفة الوجه الذي كان مرادهم لأنه قال يُرِيدُونَ وَجْهَهُ يعني بذلك الدعاء بِالْغَداةِ والْعَشِيِّ وجه الحق لما علموا أن كل شي‏ء هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فطلبوا ما يبقى وآثروه على ما يفنى فإذا تجلى لهم وجه الحق في الأشياء ولهذا الذاكر بهذا الذكر لم تعد عيناه عن هذا الوجه ولا يتمكن أن تعدو عيناه عنه لأنه بذاته يقيد كل ناظر إليه وإنما جاء بالنهي في هذا الذكر لأنهم ليسوا عين الوجه بل هم المشاهدون للوجه فمن كان منهم قد حصل له تجلى الوجه وبقي معه هذا الذكر فإنما يريد بقاء شهود ذلك الوجه دائما لما يعرف من حال الممكن وما ينبغي لجلال الله من الأدب معه حيث لا يحكم عليه بشي‏ء ولا بد وإن حكم هو بذلك على نفسه هذا هو الأدب الإلهي ومن لم يبدله بعد ذلك الوجه المطلوب فيطلب بدعائه ذلك الوجه المراد له وعلى كل حال فلا تعد عينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عنهم إلى غيرهم ما داموا حاضرين ومن هنا

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في صفة أولياء الله هم الذين إذا رأوا ذكر الله لما حصل لهم من نور

هذا الوجه الذي هو مراد لهؤلاء فإن الذي يتجلى له هذا الوجه لا بد أن يكون فيه أثر معلوم له ولا بد فمنه جلي بحيث أن يراه الغير منه ومنه خفي بحيث أن لا يراه منه إلا أهل الكشف أو لا يراه أحد وهو الأخفى إلا أنه له في نفسه جلى لأنه صاحب الشهود وحكم غير الأنبياء في مثل هذه الأمور خلاف حكم الأنبياء فإن الأنبياء وإن شاهدوا هؤلاء في حال شهودهم للوجه الذي أرادوه من الله تعالى بدعائهم وإنهم من حيث إنهم أرسلوا لمصالح العباد لا يتقيدون بهم على الإطلاق وإنما يتقيدون بالمصالح التي بعثوا بسببها فوقتا يعتبون مع كونهم في مصلحة مثل هذه الآية ومثل آية الأعمى الذي نزل فيه عَبَسَ وتَوَلَّى فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما أعرض عن الأعمى الذي عتبة فيه الحق إلا حرصا وطمعا في إسلام من يسلم لإسلامه خلق كثير ومن يؤيد الله به الدين ومع هذا وقع عليه العتب من حقيقة أخرى لا من هذه الجهة فمن ذلك قوله أَمَّا من اسْتَغْنى‏ فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى فذكر الصفة ولم يذكر الشخص والغناء صفة إلهية فما حادت عين رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إلا إلى صفة إلهية لتحققه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بالفقر فأراد الحق أن ينبهه على الإحاطة الإلهية فلا تقيده صفة عن صفة فليس شهوده صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لغني الحق في قوله فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ بأولى من شهوده صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لطلب الحق في قوله وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وأين مقام الغناء من هذا الطلب وقوله وأَقْرِضُوا الله قَرْضاً حَسَناً فغار عليه سبحانه أن تقيده صفة عن صفة بل كان يظهر لأولئك من البشاشة على قدر ما يليق بهم ويظهر للأعمى من الفرح به على قدر ما تقع به المصلحة في حق أولئك الجبابرة فإن التواضع والبشاشة محبوبة بالذات من كل أحد فإنها من مكارم الأخلاق وما زال الله يؤدب نبيه ص‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!