Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سر صدق فيه بعض العارفين فرأى نوره كيف ينبعث من جوانب ذلك المنزل وهو من الحضرات المحمدية

القرآن في التالين عن الله العارفين بتنزله على قلوبهم وما يورثهم ذلك من القبض والبسط وأي الصفتين يتقدم حكمها في التالين بالحال أو في القبض أو البسط وفيه علم فضل العقل في العقلاء وما لب العقل هل حكمه حكم العقل أم لا فإن الله فرق الآيات فجعل آيات لِأُولِي الْأَلْبابِ وآيات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ فقيدهم من العقال وهو التقييد وفيه علم المقرب هل له حد عند الله في نفوذ عنايته أو تنفذ عنايته مطلقا وفيه علم شرف اتباع ما شرع الله اتباعه من مكارم الأخلاق وفيه علم الربح والخسران لما ذا يرجعان وفيه علم الحذر العقلي والحذر المشروع هل هو الحذر العقلي الذي بعينه العقل أم لا تعيين في ذلك إلا للشرع أو فيه ما جعل الله تعيينه للعقل فاكتفى به عن تعيينه في الشرع ومنه ما جعل الله تعيينه للشرع وفيه علم ما يكره وما لا يكره وفيه علم نش‏ء الذرية لإنشاء الإنسان بما هو إنسان وفيه علم التداخل في الأشياء إذا كانت أحوالا وأعراضا كتداخل الرائحة واللون والسكون والعلم والجهل في الذات الواحدة في الزمن الواحد وفيه علم تعيين أنصبة الشركاء في الشي‏ء وأنها إذا تعينت فليسوا بشركاء ولا بد أن يكون النصيب في نفس الأمر معينا وإن وقعت الإشاعة فلجهل الشركاء في ذلك فإنه لا بد أن يتعين إذا وقعت القسمة إما في عين الشي‏ء أو في قيمته فإذا لا تصح الشركة أصلا لأن الأمور معينة عند الله في هذا الشي‏ء المسمى مشتركا فيه وقد ثبت اسم الشركاء عرفا وشرعا فلما ذا يرجع أ لا ترى إلى الذين اتخذوا مع الله شركاء في الألوهة هل لهم منها نصيب فإذا علمت أنه ليس لهم نصيب في الألوهة فما هم شركاء وقد سموا شركاء فيعلم أنه لا تصح الشركة في العالم أصلا للاتساع الإلهي فلا يشترك اثنان فصاعدا في أمر قط فالذي عند هذا مثل لما عند هذا ما هو عين ما عند هذا وإن انطلق على ذلك اسم الاشتراك فنقول ما وقع به الاشتراك غير ما وقع به الامتياز وما ثم إلا الامتياز خاصة ما ثم اشتراك إذا ليس هذا الذي عند هذا هو عين الآخر عند الآخر فيعلم من هذا الكشف معنى إطلاق الشركة في العرف وأن الشرع تبع العرف في ذلك ليفهم عنه لأنه جاء بلسان قومه وهو ما تواطئوا عليه ولهذا اختلف الناس في الرسول هل له وضع لغة في ذلك اللسان أو ليس له ذلك وفيه علم اختلاف تنزل الشرائع من الله باختلاف الأحوال والأزمان والأماكن والأشخاص والنوازل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السادس والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل سر صدق فيه بعض العارفين فرأى نوره كيف ينبعث من جوانب ذلك المنزل وهو من الحضرات المحمدية»

عجبت لمعصوم يقال له اتبع *** ولا تبتدئ واحكم بما أنزل الله‏

وكيف يرى المعصوم يحكم بالهوى *** مع الوحي والتحقيق ما ثم إلا هو

فكل هوى في عالم الخلق ساقط *** إذا نظرت من عارف الوقت عيناه‏

ولكنه المرموز ولا يدرك السنا *** وشاهد حال الوقت عن ذاك أعماه‏

وما يعلم المعنى الذي قد قصدته *** وبينته إلا حليم وأواه‏

ألا كل كون حرف لفظ محقق *** ونسبتكم من ذلك الحرف معناه‏

[الفرقان بين الأجسام والأجساد]

اعلم أن هذا المنزل من منازل التوحيد والأنوار وأدخلنيه الله تعالى مرتين وفي هذا المنزل صرت نورا

كما قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في دعائه واجعلني نورا

ومن هذا المنزل علمت الفرقان بين الأجسام والأجساد فالأجسام هي هذه المعروفة في العموم لطيفها وشفافها وكثيفها ما يرى منها وما لا يرى والأجساد هي ما يظهر فيها الأرواح في اليقظة الممثلة في صور الأجسام وما يدركه النائم في نومه من الصور المشبهة بالأجسام فيما يعطيه الحس وهي في نفسها ليست بالأجسام‏

[أن مرتبة الإنسان الكامل من العالم مرتبة النفس الناطقة من الإنسان‏]

واعلم أن مرتبة الإنسان الكامل من العالم مرتبة النفس الناطقة من الإنسان فهو الكامل الذي لا أكمل منه وهو محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ومرتبة الكمل من الأناسي النازلين عن درجة هذا الكمال الذي هو الغاية من العالم منزلة القوي الروحانية من الإنسان وهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومنزلة من نزل في الكمال عن درجة هؤلاء من العالم منزلة القوي الحسية من الإنسان وهم الورثة رضي الله عنهم وما بقي ممن هو على صورة الإنسان في الشكل هو من جملة الحيوان فهم بمنزلة الروح الحيواني في الإنسان الذي يعطي النمو والإحساس واعلم أن العالم اليوم بفقد جمعية محمد ص‏

في ظهوره روحا وجسما وصورة ومعنى نائم لا ميت وإن روحه الذي هو محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم هو من العالم في صورة المحل الذي هو فيه روح الإنسان عند النوم إلى يوم البعث الذي هو مثل يقظة النائم هنا وإنما قلنا في محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم على التعيين إنه الروح الذي هو النفس الناطقة في العالم لما أعطاه الكشف وقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إنه سيد الناس‏

والعالم من الناس فإنه الإنسان الكبير في الجرم والمقدم في التسوية والتعديل ليظهر عنه صورة نشأة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كما سوى الله جسم الإنسان وعدله قبل وجود روحه ثم نَفَخَ فِيهِ من رُوحِهِ روحا كان به إنسانا تاما أعطاه بذلك خلقه وهو نفسه الناطقة فقبل ظهور نشأته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كان العالم في حال التسوية والتعديل كالجنين في بطن أمه وحركته بالروح الحيواني منه الذي صحت له به الحياة فأجل فكرك فيما ذكرته لك فإذا كان في القيامة حيي العالم كله بظهور نشأته مكملة صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم موفر القوي وكان أهل النار الذين هم أهلها في مرتبتهم في إنسانية العالم مرتبة ما ينمو من الإنسان فلا يتصف بالموت ولا بالحياة وكذا ورد فيهم النص من رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إنهم لا يموتون فيها ولا يحيون‏

وقال الله فيهم لا يَمُوتُ فِيها ولا يَحْيى‏ والملائكة من العالم كله كالصور الظاهرة في خيال الإنسان وكذلك الجن فليس العالم إنسانا كبيرا إلا بوجود الإنسان الكامل الذي هو نفسه الناطقة كما إن نشأة الإنسان لا تكون إنسانا إلا بنفسها الناطقة ولا تكون كاملة هذه النفس الناطقة من الإنسان إلا بالصورة الإلهية المنصوص عليها من الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فكذلك نفس العالم الذي هو محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حاز درجة الكمال بتمام الصورة الإلهية في البقاء والتنوع في الصور وبقاء العالم به فقد بان لك حال العالم قبل ظهوره صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إنه كان بمنزلة الجسد المسوي وحال العالم بعد موته بمنزلة النائم وحالة لعالم ببعثه يوم القيامة بمنزلة الانتباه واليقظة بعد النوم‏

[أن الإنسان كان على الصورة الإلهية]

واعلم أن الإنسان لما كان مثال الصورة الإلهية كالظل للشخص الذي لا يفارقه على كل حال غير أنه يظهر للحس تارة ويخفى تارة فإذا خفي فهو معقول فيه وإذا ظهر فهو مشهود بالبصر لمن يراه فالإنسان الكامل في الحق معقول فيه كالظل إذا خفي في الشمس فلا يظهر فلم يزل الإنسان أزلا وأبدا ولهذا كان مشهودا للحق من كونه موصوفا بأن له بصرا فلما مد الظل منه ظهر بصورته أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ولَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً أي ثابتا فيمن هو ظله فلا يمده فلا يظهر له عين في الوجود الحسي إلا لله وحده فلم يزل مع الله ولا يزال مع الله فهو باق ببقاء الله وما عدا الإنسان الكامل فهو باق بإبقاء الله ولما سوى الله جسم العالم وهو الجسم الكل الصوري في جوهر الهباء المعقول قبل فيض الروح الإلهي الذي لم يزل منتشرا غير معين إذ لم يكن ثم من يعينه فحيي جسم العالم به فكما تضمن جسم العالم أجسام شخصياته كذلك تضمن روحه أرواح شخصياته هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ ومن هنا قال من قال إن الروح واحد العين في أشخاص نوع الإنسان وإن روح زيد هو روح عمرو وسائر أشخاص هذا النوع ولكن ما حقق صاحب هذا الأمر صورة هذا الأمر فيه فإنه كما لم تكن صورة جسم آدم جسم كل شخص من ذريته وإن كان هو الأصل الذي منه ظهرنا وتولدنا كذلك الروح المدبرة لجسم العالم بأسره كما أنك لو قدرت الأرض مستوية لا نرى فِيها عِوَجاً ولا أَمْتاً وانتشرت الشمس عليها أشرقت بنورها ولم يتميز النور بعضه عن بعضه ولا حكم عليه بالتجزي ولا بالقسمة ولا على الأرض فلما ظهرت البلاد والديار وبدت ظلالات هذه الأشخاص القائمة انقسم النور الشمسي وتميز بعضه عن بعضه لما طرأ من هذه الصور في الأرض فإذا اعتبرت هذا علمت إن النور الذي يخص هذا المنزل ليس النور الذي يخص المنزل الآخر ولا المنازل الأخر وإذا اعتبرت التي ظهر منها هذا النورة وهو عينها من حيث انفهاقه عنها قلت الأرواح روح واحدة وإنما اختلفت بالمحال الشمس كالأنوار نور عين واحدة غير أن حكم الاختلاف في القوابل مختلف لاختلاف أمزجتها وصور أشكالها ولما أعطيت هذا المنزل سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وأقمت فيه شبه لي بالماء في النهر لا يتميز فيه صورة بل هو عين الماء لا غير فإذا حصل ما حصل منه في الأواني تعين عند ذلك ماء الحب من ماء الجرة من ماء الكوز وظهر فيه شكل إنائه ولون إنائه فحكمت عليه الأواني بالتجزي والأشكال مع علمك إن عين ما لم يظهر فيه شكل إذا كان في النهر عين ما ظهر إذا لم يكن فيه غير إن الفرقان بين الصورتين في ضرب المثل إن ماء الأواني وأنوار المنازل إذا فقدت رجعت إلى النور الأصلي والنهر الأصلي‏

وكذلك هو في نفس الأمر لو لم تبق آنية ولا يبقى منزل لأنه لما أراد الله بقاء هذه الأنوار على ما قبلته من التمييز خلق لها أجسادا برزخية تميزت فيها هذه الأرواح عند انتقالها عن هذه الأجسام الدنياوية في النوم وبعد الموت وخلق لها في الآخرة أجساما طبيعية كما جعل لها في الدنيا ذلك غير إن المزاج مختلف فنقلها عن جسد البرزخ إلى أجسام نشأة الآخرة فتميزت أيضا بحكم تميز صور أجسامها ثم لا تزال كذلك أبد الآبدين فلا ترجع إلى الحال الأول من الوحدة العينية أبدا فانظر ما أعجب صُنْعَ الله الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فالعالم اليوم كله نائم من ساعة مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يرى نفسه حيث هي صورة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إلى أن يبعث ونحن بحمد الله في الثلث الأخير من هذه الليلة التي العالم نائم فيها ولما كان تجلى الحق في الثلث الأخير من الليل وكان تجليه يعطي الفوائد والعلوم والمعارف التامة على أكمل وجوهها لأنها عن تجل أقرب لأنه تجل في السماء الدنيا فكان علم آخر هذه الأمة أتم من علم وسطها وأولها بعد موت رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لأن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما بعثه الله بعثه والشرك قائم والكفر ظاهر فلم يدع القرن الأول وهو قرن الصحابة إلا إلى الايمان خاصة ما أظهر لهم مما كان يعلمه من العلم المكنون وأنزل عليه القرآن الكريم وجعله يترجم عنه بما يبلغه أفهام عموم ذلك القرن فصور وشبه ونعت بنعوت المحدثات وأقام جميع ما قاله من صفة خالقه مقام صورة حسية مسواة معدلة ثم نفخ في هذه الصورة الخطابية روحا لظهور كمال النشأة فكان الروح لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وسُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وكل آية تسبيح في القرآن فهو روح صورة نشأة الخطاب فافهم فإنه سر عجيب فلاح من ذلك لخواص القرن الأول دون عامته بل لبعض خواصه من خلف خطاب التنزيه أسرار عظيمة ومع هذا لم يبلغوا فيها مبلغ المتأخرين من هذه الأمة لأنهم أخذوها من مواد حروف القرآن والأخبار النبوية فكانوا في ذلك بمنزلة أهل السمر الذين يتحدثون في أول الليل قبل نومهم فلما وصل زمان ثلث هذه الليلة وهو الزمان الذي نحن فيه إلى أن يطلع الفجر فجر القيامة والبعث ويوم النشر والحشر تجلى الحق في ثلث هذه الليلة وهو زماننا فأعطى من العلوم والأسرار والمعارف في القلوب بتجليه ما لا تعطيه حروف الأخبار فإنه أعطاها في غير مواد بل المعاني مجردة فكانوا أتم في العلم وكان القرن الأول أتم في العمل وأما الايمان فعلى التساوي فإن هذه النشأة لما فطرت على الحسد وبعث فيها نبي من جنسها فما آمن به إلا قوي على دفع نفسه لما فيها من الحسد وحب التفوق والنفور من الحكم عليها ولا سيما إذا كان الحاكم عليها من جنسها تقول بما ذا فضل علي حتى يتحكم في بما يريده فينسب إلى المؤمن من الصحابة من القوة في الايمان ما لا ينسب إلى من ليست له مشاهدة تقدم جنسه عليه فكان اشتغالهم بدفع قوة سلطان الحسد أن يحكم فيهم بالكفر يمنعهم من إدراك غوامض العلوم وأسرار الحق في عباده ولم تحصل له رتبة الايمان بغيب صورة الرسول وما جاء به لكونهم مشاهدين له ولصورة ما جاء فلما جاء زماننا ووجدنا أوراقا مكتوبة سوادا في بياض وأخبارا منقولة ووجدنا القبول عليها ابتداء لا نقدر على دفعه من نفوسنا إذا وفقنا الله علمنا إن قوة نور الايمان أعطى ذلك ولم نجد ترددا ولا طلبنا آية ولا دليلا على صحة ما وجدناه مكتوبا من القرآن ولا منقولا من الأخبار فعلمنا على القطع قوة الايمان الذي أعطانا الله عناية منه وكنا في هذه الحالة مؤمنين بالغيب الذي لا درجة للصحابة فيه ولا قدم كما لم يكن لنا قدم في الايمان الذي غلب ما يعطيه سلطان الحسد عند المشاهدة فقابلنا هذه القوة بتلك القوة فتساويا وبقي الفضل في العلم حيث أخذناه من تجلى هذه الليلة المباركة التي فاز بها أهل ثلثها مما لا قدم للثلثين الماضيين من هذه الليلة فيها

[إن تجلى الله في الثلث الليل الأخير]

ثم إن تجليه سبحانه في ثلث الليل من هذه الليالي الجزئية التي يعطيها الجديد إن في‏

قوله إن ربنا ينزل كل ليلة في الثلث الأخير منها إلى السماء الدنيا فيقول هل من تائب هل من مستغفر هل من سائل حتى ينصدع الفجر

فقد شاركنا المتقدمين في هذا النزول وما يعطيه غير أنه تجل منقطع وتجلى ثلث هذه الليلة التي نحن في الثلث الأخير منها وهي من زمان موت رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إلى يوم القيامة لم يشاركنا في هذا الثلث أحد من المتقدمين فإذا طلع فجرها وهو فجر القيامة لم ينقطع التجلي بل اتصل لنا تجليه فلم يزل بأعيننا فنحن بين تجل دنياوي وأخراوي وعام وخاص غير منقطع ولا محجوب وفي الليالي الزمانية يحجبه طلوع الفجر فحزنا ما حازوه في هذه الليالي وفزنا بما حصل لنا من تجلى ثلث هذه لليلة المباركة التي لا نصيب لغير أهلها

جبرا لقلوبهم لما فقدوه من مشاهدة الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وكان خيرا لهم فإنهم لا يعرفون كيف كانت تكون أحوالهم عند المشاهدة هل يغلبهم الحسد أو يغلبونه ف كَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وكانَ الله قَوِيًّا عَزِيزاً فاعرف يا ولي منزلتك من هذه الصورة الإنسانية التي محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم روحها ونفسها الناطقة هل أنت من قواها أو من محال قواها وما أنت من قواها هل بصرها أم سمعها أم شمها أم لمسها أم طعمها فإني والله قد علمت أي قوة أنا من قوى هذه الصورة لله الحمد على ذلك ولا تظن يا ولي أن اختصاصنا في المنزلة من هذه الصورة بمنزلة القوي الحسية من الإنسان بل من الحيوان إن ذلك نقص بنا عن منزلة القوي الروحانية لا تظن ذلك بل هي أتم القوي لأن لها الاسم الوهاب لأنها هي التي تهب للقوى الروحانية ما تتصرف فيه وما يكون به حياتها العلمية من قوة خيال وفكر وحفظ وتصور ووهم وعقل وكل ذلك من مواد هذه القوي الحسية ولهذا

قال الله تعالى في الذي أحبه من عباده كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به‏

وذكر الصورة المحسوسة وما ذكر من القوي الروحانية شيئا ولا أنزل نفسه منزلتها لأن منزلتها منزلة لافتقار إلى الحواس والحق لا ينزل منزلة من يفتقر إلى غيره والحواس مفتقرة إلى الله لا إلى غيره فنزل لمن هو مفتقر إليه لم يشرك به أحدا فأعطاها الغني فهي يؤخذ منها وعنها ولا تأخذ هي من سائر القوي إلا من الله فاعرف شرف الحس وقدره وأنه عين الحق ولهذا لا تكمل النشأة لآخرة إلا بوجود الحس والمحسوس لأنها لا تكمل إلا بالحق فالقوى الحسية هم الخلفاء على الحقيقة في أرض هذه النشأة عن الله أ لا تراه سبحانه كيف وصف نفسه بكونه سميعا بصيرا متكلما حيا عالما قادرا مريدا وهذه كلها صفات لها أثر في المحسوس ويحس الإنسان من نفسه بقيام هذه القوي به ولم يصف سبحانه نفسه بأنه عاقل ولا مفكر ولا متخيل وما أبقى له من القوي الروحانية إلا ما للحس مشاركة فيه وهو الحافظ والمصور فإن الحس له أثر في الحفظ والتصوير فلو لا الاشتراك ما وصف الحق بهما نفسه فهو الحافظ المصور فهاتان صفتان روحانية وحسية فتنبه لما نبهناك عليه لئلا ينكسر قلبك لما أنزلتك منزلة القوي الحسية لخساسة الحس عندك وشرف العقل فأعلمتك إن الشرف كله في الحس وإنك جهلت أمرك وقدرك فلو علمت نفسك علمت ربك كما إن ربك علمك وعلم العالم بعلمه بنفسه وأنت صورته فلا بد أن تشاركه في هذا العلم فتعلمه من علمك بنفسك وهذه نكتة ظهرت من رسول الله ص‏

حيث قال من عرف نفسه عرف ربه‏

إذ كان الأمر في علم الحق بالعالم علمه بنفسه وهذا نظير قوله تعالى سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الْآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ فذكر النشأتين نشأة صورة العالم بالآفاق ونشأة روحه بقوله وفي أَنْفُسِهِمْ فهو إنسان واحد ذو نشأتين حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ للرائين أَنَّهُ الْحَقُّ أي أن الرائي فيما رآه الحق لا غيره فانظر يا ولي ما ألطف رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بأمته وما أحسن ما علمهم وما طرق لهم فنعم المدرس والمطرق جعلنا الله ممن مشى على مدرجته حتى التحق بدرجته آمين بعزته فإن كنت ذا فطنة فقد أومأنا إليك بما هو الأمر عليه بل صرحنا بذلك وتحملنا في ذلك ما ينسب إلينا من ينكر ما أشرنا به في هذه المسألة من العمي الذين يَعْلَمُونَ ظاهِراً من الْحَياةِ الدُّنْيا وهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ وو الله لو لا هذا القول لحكمنا عليهم بالعمى في ظاهر الحياة الدنيا والآخرة كما حكم الله عليهم بعدم السماع مع سماعهم في قوله تعالى ناهيا ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وهُمْ لا يَسْمَعُونَ مع كونهم سمعوا نفى عنهم السمع وهكذا هو علم هؤلاء بظاهر الحياة بما تدركه حواسهم من الأمور المحسوسة لا غير لأن الحق تعالى ليس سمعهم ولا بصرهم فلنذكر ما يتضمنه هذا المنزل من العلوم إن شاء الله فمن ذلك علم عطش العالم الذي لا يقبل معه الري من العلم بالله وفيه علم استناد هذه العلم الذي أعطاه هذا التعطش إلى حضرة الجمع الذي فيه عين الفرقة وفيه علم ما يحصل بالذكر هل هو علم ما نسيه أو مثله لا عينه لشبهة في الصورة فإنه كان عالما بأمر ثم نسيه لما تعطيه نشأته فلم تحفظ عليه صورة علمه بذلك المعلوم ثم ذكره بعد ذلك فهل ما شاهده في ذكره عين ما نسيه أو مثله فإن الزمان قد اختلف عليه مع شبه الزمان بعضه ببعضه فأنت تعلم أن عين أمس ما هو عين اليوم ولا عين غد مع شبهه به في الصورة فمن أي قبيل هو علم الذكر فإن كان هو عينه فمن حفظه حتى ذكره وأين خزانة حفظه هل هي في الناسي ولا ندري أو لها موضع آخر تحفظ فيه زمان نسيانه فإذا تذكر كان عين‏

تجلى ذلك العلم له فيكون الحق خزانته وهو الحافظ له والمجلى له حتى بذكره هذا الناسي وإن لم يكن الأمر كذلك وإلا فليس بذاكر لما نسي بل هو متعلم علما جديدا مماثلا لعلمه الأول وإنما وقع التجديد في التجلي الذي أعطاه ذكر ما نسي وهي مسألة عجيبة في علم كون العبد نسي ربه في أوقات ما لشغله بنفسه أو بشي‏ء من العالم ثم يتذكره وهذا المنسي الذي لا يقبل التجديد بل هو عينه فمن هنا تعرف علم ذكر ما نسيته وفيه علم البدا وهل يستحيل هذا الوصف على الله أم لا ومن هنا أنكر من أنكر النسخ الإلهي في الأمور والشرائع وقال بإنكاره خلق كثير كما قال بتقريره لا على جهة البدا خلق كثير ونحن سلكنا في علم النسخ طريقا بين طريقين فلم نقل بالبداء ولا نفينا النسخ وجعلناه انتهاء مدة الحكم في علم الله إذ لم يرد حكم من الله ذكر أنه مؤبد أو جار إلى أجل معين ثم رفعته قبل وصول ذلك الأجل فلهذا سلكنا هذه الطريقة فيه وفيه علم من ظهر في غير منزلته بصورة غيره حتى جعل نفسه مشقا أو مثلا لمن تلك صورته ليوقع اللبس ما حكم الله فيمن هذه صفته وما نعته الذي ينبغي أن يطلق عليه وفيه علم الحكمة في الأمور التي تعطي التقديم والأمور التي تعطي التأخير بحكم الجزم أو بحكم الاختيار وفيه علم منزلة المعتبرين اعتبارهم ومن أين تطرق لهم هذا الزلل مع صحة الاعتبار في نفسه فإنه لا زلل فيه وإنما الزلل في المعتبرين وتميز طبقاتهم في ذلك وهو علم عزيز إذ ما كل معتبر يقيم الاعتبار في موضعه وهل المعتبر فيه بفتح الباء لما نصبه الحق هل نصبه لمجرد الاعتبار خاصة فلا يكون له قرار في نفسه إلا ما دام عبرة فإذا ارتفعت عنه صفة الاعتبار من العالم ارتفع وجوده أو هو مقرر في نفسه لا يزول سواء اعتبره المعتبر أو لم يعتبره أو زال الاعتبار من العالم كما يزول في الآخرة عند الإقامة في الدارين وفيه علم إنكار الجاهل على العالم من أين أنكر عليه هل من حضرة أو صفة وجودية في عينها أو عن تخيل لا وجود له من خارج في عين هبل في حضرة خيال المنكر فإن إنكار العالم على الجاهل ما ينكره الجاهل عليه ما هي صورته صورة إنكار الجاهل على العالم وإن اجتمعا في النكران وهل على الحقيقة في العالم ما ينكر أم لا وما هو الإنكار وعلى ما هو حقيقة هل هو أمر وجودي أو نسبة وفيه علم التنافس من أين ظهر في العالم ولما ذا لا يظهر إلا في الجنس وهل التشبه بالإله من هذا القبيل فإن كان فما الجنس الجامع بين الخلق والحق هل الصورة التي نالها الإنسان الكامل المخلوق عليها أو ما ينافس هذا الإنسان الجزئي إلا الإنسان الذي لم يزل يحفظ صورة الحق في نفسه الذي هو ظل له فيحب هذا الإنسان الجزئي أن ينال رتبة ذلك الإنسان الذي هو ظل الصورة الإلهية أو ليس صورة الحق إلا عين هذا الإنسان الذي عبرنا عنه بالظل والحق روح تلك الصورة فيكون الحق ذا صورة وروح كما يتجلى في الآخرة فينكر ويعرف فإن الله ما ذكر ذلك التجلي سدى أعني في ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم له في هذه الحياة الدنيا فما ذكره إلا لينبه القلوب على طلب علم ذلك من الله وفيه علم خزائن الرحموت لا الرحمة وفيه علم الرحمة المستندة إلى إعطاء الإنعام وإلى المقام الذي به رفعت حكم الغضب الإلهي من العالم وإلى المقام الذي يكون منه خلق ما يصلح بالعالم وأعني بذلك كله عالم التكليف ومن هذا المقام تكلم القائلون بوجوب مراعاة الأصلح في حق الحق وفيه علم الترقي في علم الأسباب هل ينتهي أو لا ينتهي وهل الترقي سبب فيرتقي فيه وبه وفيه علم الفتن والملاحم المعنوية ولمن تكون الغلبة فيها والظهور وإلى حيث ينتهي أمر هذا الفتن وفيه علم تشبه العالم بالعالم وطبقاته فمن ذلك ما هو تشبه محمود كتشبه عالم التكليف منا بعالم التسبيح وهو كل شي‏ء مسبح بحمد الله من العالم وكتشبه الإنسان بمن تقدمه في مكارم الأخلاق ومنه ما هو تشبه مذموم وأما التشبه بالحق فذلك التشبه المطلوب عند أكثر أهل الله وأما عند نافلا يصح‏

التشبه بالله وما قال به من الحكماء إلا من لا معرفة له بالأمر على ما هو عليه في نفسه وفيه علم الفرق بين قوله تعالى ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى‏ وبين قوله تعالى ما لَها من فَواقٍ فوحد وثني فما محل التثنية من محل الإفراد أو كيف هو الأمر وفيه علم الخاتمة في الحال قبل كونها هل ذلك خاتمة في حق العالم بها أم لا وهل العلم بذلك من البشرى التي قال الله فيها لَهُمُ الْبُشْرى‏ في الْحَياةِ أم لهذا صورة وللبشرى صورة أخرى‏

فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد بشر جماعة بالجنة وعاشوا بعد ذلك زمانا طويلا

بخلاف بشرى المحتضر وفيه علم القوة الحادثة وتجزئها في المحدثات وهل ثم محدث أخذها كلها أم لا يتصور ذلك وما قدرها من القوة الإلهية هل جزء من كذا كذا جزءا منها أم لا

فإن القوة الإلهية محلها الممكنات على الإطلاق والقوة الحادثة محلها بعض الممكنات فإذا حصرت أجناس العالم الممكن وسميت ما للقوة من الممكنات علمت على القطع مقدار ذلك من القوة الإلهية وفيه علم الفرق بين التسخير العالم والتسخير الخاص وهل كون الحق كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ وسَنَفْرُغُ لَكُمْ هل هو من علم التسخير وبابه أو هو من حقيقة أخرى فإن السيد بصورة الحال يقوم بما يحتاج إليه بعده فهو تسخير دقيق يعطى كمالا في السيد فإن العبد ليست منزلته أن يسخر سيده ومنزلة العبد أن يكون مسخرا تحت تسخير سيده بالحالين تسخير بأمر سيده وتسخير بنفسه من ذاته لكونه عبدا وقد يسخر لغير سيده من أمثال سيده ومن أمثاله بطرق مختلفة منها ما يكون تسخيره لذلك الغير عن أمر سيده ومنها ما يكون بطريق المروءة مع المسخر له بفتح الخاء ومنه ما يكون عادة لاستصحاب التسخير له من كونه عبدا فصار له ذلك ديدنا يحكم عليه فيتسخر لغير سيده بحكم العادة لا بالمروءة ولا بأمر السيد وفيه علم نظر العالم كله إلى هذا الإنسان هل ينظر إليه من كونه خليفة أو ينظر إليه من حيث ما عنده من الأمانات له ليؤديها إليه فهو مرسل من الحق بحكم الجبر لا بحكم الاختيار لأنه ما خلق بالأصالة إلا لتسبيح خالقه وفيه علم ما تقع به العناية الإلهية للعبد وما يعطيه ذلك الاعتناء من المنزلة والعلم وفيه علم الإجمال والتفصيل وفيه علم دقيق وهوأن آدم عليه السلام أعطى لداود من عمره ستين سنة حين رأى صورته بين إخوته فأحبه فقبل ذلك داود فجحد آدم بعد ذلك ما أعطاه فانكسر قلب داود عند ذلك فجبره الله بذكر لم يعطه آدم‏

فقال في آدم إِنِّي جاعِلٌ في الْأَرْضِ خَلِيفَةً وما عينه باسمه ولا جمع له بين أداة المخاطب وبين ما شرفه به فلم يقل له وعلمتك الأسماء كلها وقال في خلافة داود يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الْأَرْضِ فسماه فلما علم الله أن مثل هذا المقام والاعتناء يورثه النفاسة على أبيه آدم فإنه على كل حال بشر يكون منه ما يكون من البشر وما عرف قدر هذا إلا رسول الله ص‏

فقال إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر يعني لنفسه ولحق غيره وأرضى كما يرضى البشر

يعني لنفسه ولغيره وكان هذا من التأديب الإلهي الذي أدبه به ربه تعالى فيما أوحى به إليه فقال له قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أي حكم البشرية في حكمها فيكم فلما أراد الله تأديب داود لما يعطيه الذكر الذي سماه الله به من النفاسة على أبيه ولا سيما وقد تقدم من أبيه في حقه ما تقدم من الجحد لما امتن به عليه لكون الإنسان إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً غير إن آدم ما جحد ما جحده إلا لعلمه بمرتبته حيث جعله الله محلا لعلم الأسماء الإلهية التي ما أثنت الملائكة على الله بها ولم تعط بعده إلا لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهو العلم الذي كني عنه بأنه جوامع الكلم فعلم آدم أن داود في تلك المدة التي أعطاه من عمره لا يمكن أن يعبد الله فيها إلا على قدر كماله وهو أنقص من آدم في المرتبة بلا شك لسجود الملائكة وما علمهم من الأسماء فطلب آدم أن يكون له العمر الذي جاد به على ابنه داود عليه السلام ليقوم فيه بالعبادة لله على قدر علو مرتبته على ابنه داود وغيره مما لا يقوم بذلك داود فإذا قام بتلك العبادة في ذلك الزمان المعين وهب لابنه داود أجر ما تعطيه تلك العبادة من مثل آدم ولو ترك تلك المدة لداود لم تحصل له رتبة هذا الجزاء وحصل لآدم عليه السلام من الله على ذلك رتبة جزاء من آثر على نفسه فإنه يجري بجزاء مثل هذا لم يكن يحصل له لو لم يكن ترك تلك المدة لداود فكما أحبه في القبضة حين أعطاه من عمره ما أعطاه كذلك من حبه رجع في ذلك ليعطيه جزاء ما يقع في تلك المدة من آدم من العمل ولا علم لداود بذلك فلما جبره الله بذكر اسمه في الخلافة قال له من أجل ما ذكرناه من تطرق النفاسة التي في طبع هذه النشأة وإليه لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله فحذره فشغله ذلك الحذر عن الفرح بما حصل له من تعيين الله له باسمه ولكن قد حصل له الفرح وأخذ حظه منه قبل إن يصل إليه زمان ولا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله لا عن الله فأمر بمراقبة السبيل ثم تأدب الله معه حيث قال له إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا ولم يقل فإنك إن ضللت عن سبيل الله لك عذاب شديد وهذا علم شريف وفي هذا المنزل علم أصحاب الكشف أنه ليس من حقيقة الكشف أن يعلمه المكاشف في كل صورة بل ذلك على قدر ما يريده الحق فيستر عنه ما شاء ويطلعه على ما شاء فليس من شأن المكاشف نفوذ بصره في كل صورة تتجلى له بل تقوم له تلك الصورة التي لا يدري ما هي مقام كثافة الصورة عن إدراك الحس البشري لما خطر في‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!