Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سراح النفس من قيد وجه من وجوه الشريعة بوجه آخر منها وأن ترك السبب الجالب للرزق من طريق التوكل سبب جالب للرزق وأن المتصف به ما خرج عن رق الأسباب ومن جلس مع الله من كونه رزاقا فهو معلول

به وعدا شيطانيا والله لا يقاوم ولا يغالب فالمغفرة متحققة والفضل متحقق وباء الشيطان بالخسران المبين ولهذه الحقيقة أمرنا الله أن نتخذه وكيلا في أمورنا فيكون الحق هو الذي يتولى بنفسه دفع مضار هذه الأمور عن المؤمنين وما غرض الشيطان المعصية لعينها وإنما غرضه إن يعتاد العبد طاعة الشيطان فيستدرجه حتى يأمره بالشرك الذي فيه شقاوة الأبد وذلك لا يكون إلا برفع الستر الاعتصامي الحائل بين العبد والشرك والله تعالى يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع عشر وثلاثمائة في معرفة تنزل سراح النفس عن قيد وجه ما من وجوه الشريعة بوجه آخر منها»

وأن ترك السبب الجالب للرزق من طريق التوكل سبب جالب للرزق وأن المتصف به ما خرج عن رق الأسباب ومن جلس مع الله من كونه رزاقا فهو معلول‏

لله بين السماء والأرض تنزيل *** من أمره فيه تبديل وتحويل‏

ينحط من صور في طيها صور *** يمحو بها صورا لهن تمثيل‏

وصورة الحق فيه إن يكون على *** ما الحق فيه وإن لم فهو تضليل‏

الهو يصاحب مجلى الحق في صور *** وهو الصحيح الذي ما فيه تعليل‏

هذا مقام ابن عباس وحالتنا *** وقد أتى فيه قرآن وتنزيل‏

فلا تغرنك حال لست تعرفها *** فإنها لك تسبيح وتهليل‏

وقل بها والتزامها إنها سند *** أقوى يؤيده شرع ومعقول‏

تقضي به صحف مثلي مطهرة *** منها زبور وتوراة وإنجيل‏

فاشهد هديت علوما عز مدركها *** على العقول فوجه الحق مقبول‏

يحار عقلك فيها إن يكيفها *** فإنه تحت قهر الحس مغلول‏

فالحس أفضل ما تعطاه من منح *** وصاحب الفكر منصور ومخذول‏

[أن من كانت حقيقته مقيدا لا يصح أن يكون مطلقا]

اعلم وفقك الله أيها الولي الحميم تولاك الله برحمته وفتح عين فهمك إنه من كانت حقيقته أن يكون مقيدا لا يصح أن يكون مطلقا بوجه من الوجوه ما دامت عينه فإن التقييد صفة نفسية له ومن كانت حقيقته أن يكون مطلقا فلا يقبل التقييد جملة واحدة فإنه صفته النفسية أن يكون مطلقا لكن ليس في قوة المقيد أن يقبل الإطلاق لأن صفته العجز وأن يستصحبه الحفظ الإلهي لبقاء عينه فالافتقار يلزمه وللمطلق أن يقيد نفسه إن شاء وأن لا يقيدها إن شاء فإن ذلك من صفة كونه مطلقا إطلاق مشيئة ومن هنا أوجب الحق على نفسه ودخل تحت العهد لعبده فقال في الوجوب كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أي أوجب فهو الموجب على نفسه ما أوجب غيره عليه ذلك فيكون مقيدا بغيره فقيد نفسه لعبيده رحمة بهم ولطفا خفيا وقال في العهد وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ فكلفهم وكلف نفسه لما قام الدليل عندهم بصدقه في قيله ذكر لهم ذلك تأنيسا لهم سبحانه وتعالى ولكن هذا كله أعني دخوله في التقييد لعباده من كونه إلها لا من كونه ذاتا فإن الذات غنية عن العالمين والملك ما هو غني عن الملك إذ لو لا الملك ما صح اسم الملك فالمرتبة أعطت التقييد لا ذات الحق جل وتعالى فالمخلوق كما يطلب الخالق من كونه مخلوقا كذلك الخالق يطلب المخلوق من كونه خالقا أ لا ترى العالم لما كان له العدم من نفسه لم يطلب الخالق ولا المعدم فإن العدم له من ذاته وإنما طلب الخالق من كونه مخلوقا فمن هنا قيد نفسه تعالى بما أوجب على نفسه من الوفاء بالعهد ولما كان المخلوق بهذه المثابة لذلك تعشق بالأسباب ولم يتمكن له إلا الميل إليها طبعا فإنه موجود عن سبب وهو الله تعالى ولهذا أيضا وضع الحق الأسباب في العالم لأنه سبحانه علم أنه لا يصح اسم الخالق وجودا وتقديرا إلا بالمخلوق وجود أو تقدير أو كذلك كل اسم إلهي يطلب الكون مثل الغفور والمالك والشكور والرحيم وغير ذلك من الأسماء فمن هنا وضع الأسباب وظهر العالم مربوطا بعضه ببعضه فلم تنبت سنبلة إلا عن زارع وأرض ومطر وأمر بالاستسقاء إذا عدم المطر تثبيتا منه في قلوب عباده لوجود الأسباب ولهذا لم يكلف عباده قط الخروج عن السبب‏

فإنه لا تقتضيه حقيقته وإنما عين له سببا دون سبب فقال له أنا سببك فعلي فاعتمد وتوكل كما ورد وعَلَى الله فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فالرجل من أثبت الأسباب فإنه لو نفاها ما عرف الله ولا عرف نفسه وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من عرف نفسه عرف ربه‏

ولم يقل عرف ذات ربه فإن ذات الرب لها الغني على الإطلاق وأنى للمقيد بمعرفة المطلق والرب يطلب المربوب بلا شك ففيه رائحة التقييد فبهذا عرف المخلوق ربه ولذلك أمره أن يعلم أنه لا إله إلا هو من كونه إلها لأن الإله يطلب المألوه وذات الحق غنية عن الإضافة فلا تتقيد فإثبات الأسباب أدل دليل على معرفة المثبت لها بربه ومن رفعها رفع ما لا يصح رفعه وإنما ينبغي له أن يقف مع السبب الأول وهو الذي خلق هذه الأسباب ونصبها ومن لا علم له بما أشرنا إليه لا يعلم كيف يسلك الطريق إلى معرفة ربه بالأدب الإلهي فإن رافع الأسباب سيئ الأدب مع الله ومن عزل من ولاة الله فقد أساء الأدب وكذب في عزل ذلك الوالي فانظر ما أجهل من كفر بالأسباب وقال بتركها ومن ترك ما قرره الحق فهو منازع لا عبد وجاهل لا عالم وإني أعظك يا ولي أن تكون من الجاهلين الغافلين وأراك في الحين تكذب نفسك في ترك الأسباب فإني أراك في وقت حديثك معي في ترك الأسباب ورميها وعدم الالتفات إليها والقول بترك استعمالها يأخذك العطش فتترك كلامي وتجري إلى الماء فتشرب منه لتدفع بذلك ألم العطش وكذلك إذا جعت تناولت الخبز فأكلت وغايتك إن لا تتناوله بيدك حتى يجعل في فمك فإذا حصل في فمك مضغته وابتلعته فما أسرع ما أكذبت نفسك بين يدي وكذلك إذا أردت أن تنظر افتقرت إلى فتح عينك فهل فتحتها إلا بسبب وإذا أردت زيارة صديق لك سعيت إليه والسعي سبب في وصولك إليه فكيف تنفي الأسباب بالأسباب أ ترضى لنفسك بهذه الجهالة فالأديب الإلهي العالم من أثبت ما أثبته الله في الموضع الذي أثبته الله وعلى الوجه الذي أثبته الله ومن نفى ما نفاه الله في الموضع الذي نفاه الله وعلى الوجه الذي نفاه الله ثم تكذب نفسك إن كنت صالحا في عبادتك ربك أ ليست عبادتك سببا في سعادتك وأنت تقول بترك الأسباب فلم لا تقطع العمل فما رأيت أحدا من رسول ولا نبي ولا ولي ولا مؤمن ولا كافر ولا شقي ولا سعيد خرج قط عن رق الأسباب مطلقا أدناها التنفس فيا تارك السبب لا تتنفس فإن التنفس سبب حياتك فأمسك نفسك حتى تموت فتكون قاتل نفسك فتحرم عليك الجنة وإذا فعلت هذا فأنت تحت حكم السبب فإن ترك التنفس سبب لموتك وموتك على هذه الصورة سبب في شقائك فما برحت من السبب فما أظنك عاقلا إن كنت تزعم أن ترفع ما نصبه الله وأقامه علما مشهودا ودع عنك ما تسمع من كلام أهل الله تعالى فإنهم لم يريدوا بذلك ما توهمته بل جهلت ما أرادوه بقطع الأسباب كما جهلت ما أراده الحق بوضع الأسباب وقد ألقيت بك على مدرجة الحق وأبنت لك الطريقة التي وضعها الله لعباده وأمرهم بالمشي عليها فاسلك وعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ ... ولَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ وبعد هذا

[إن العبد تارة يقيمه الحق في معصيته وتارة يقيمه في طاعته‏]

فاعلم إن العبد تارة يقيمه الحق في معصيته وتارة يقيمه في طاعته فأنا أبين لك من أين وقع للعبد هذا القبول للأمرين ونبين لك رتبة الإنسان من العالم وإن الإنسان له أمثال من جنسه والعالم بجملته ليس له مثل وما يتعلق بهذه المسألة من الحقائق والأسرار بعد أن نجمع معاني ما أريد تفصيلها في نظم يكون لك كالأم الجامعة المختصرة الضابطة لرءوس المسائل حتى إذا أردت أن تبسطها لغيرك نبهك هذا النظم على عيونها فقلنا في ذلك نكني عن العبد

إذا عصى الله قد وفى حقيقته *** وإن أطاع فقد وفى طريقته‏

لو لا القبول لما كان الوجود له *** والخلق يطلب بالمعنى خليقته‏

إن المحال دليل إن نظرت فلا *** تعدل به حجة فاعلم حقيقته‏

لا يقبل الكون والإمكان يقبله *** فكل أمر فقد وفى سليقته‏

لذاك فزنا من الأعلى بصورته *** عناية منه أعطاها خليقته‏

لو كان للكون مثل عق تكرمة *** له ليطعمه جودا عقيقته‏

لكنه مفرد والحق ليس له *** عين التغذي فما أعطاه صورته‏

[أن العالم كان ممكنا ولم يكن محالا قبل حاله الوجود]

اعلم وفقك الله أيها الولي الحميم أن العالم لما كان ممكنا ولم يكن محالا قبل حاله الوجود والمحال لا يقبل الوجود فخالفت‏

حقيقة الممكن بقبولها للوجود حقيقة المحال الذي لا يقبله ولما أوجد الله العالم إنسانا كبيرا وجعل آدم وبنيه مختصر هذا العالم ولهذا أعطاه الأسماء كلها أي كل الأسماء المتوجهة على إيجاد العالم وهي الأسماء الإلهية التي يطلبها العالم بذاته إذ كان وجوده عنها

فقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الله خلق آدم على صورته‏

إذ كانت الأسماء له وعنها وجد العالم فالعالم بجملته إنسان كبير ولما كرمه الله بالصورة طلب العالم والأمثال الشكر من الإنسان على ذلك فكانت العقيقة التي جعل الله على كل إنسان شكرا لما خصه به من الوجود على هذه الحالة وجعلها في سابعه إذ كان على حالة لا تقبل التغذي منها لئلا يكون قد سعى لنفسه فأكلها الأمثال وكل إنسان مرهون بعقيقته وينبغي له إذا عق عن نفسه في كبره إن لا يأكل منها شيئا ويطعمها الناس ولذلك لم يعق العالم بجملته عن نفسه وإن كان على الصورة لأنه ما ثم من يأكل عقيقته فإنه ما ثم إلا الله والعالم والمعق عنه لا يأكل منها والحق يتنزه عن الغذاء والأكل وليست هذه المنزلة إلا لله فكانت عقيقة العالم تعود عبثا فجعل سبحانه بدلا من هذا الشكر الذي هو العقيقة التسبيح بحمده شكرا على ما أولاه من وجوده على صورته فقال وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً فبعنايته الأزلية بنا أعطانا الوجود على الصورة ولم يعطنا السورة التي هي منزلته فإن منزلته الربوبية ومنزلتنا المربوبية ولذلك قلنا إن العالم لا يعق عن نفسه ينسك فإنه لا يأكله والحق لا يكون له ذلك ولا ينبغي له فكانت عقيقته التسبيح بحمده لأن التسبيح ينبغي له ولما كانت طبيعة الممكن قبلت الوجود فظهر في عينه بعد أن لم يكن سماه خلقا مشتقا من الخليقة وهي طبيعة الأمر وحقيقته أي مطبوعا على الصورة وهي خليقته ولما أوجده الله على صورته وأوجده لعبادته فكان ما أوجده عليه خلاف ما أوجده له فقال وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ من رِزْقٍ وما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ وهو ما أشرنا إليه في العقيقة أنه سبحانه لا ينبغي له أن يطعم فاشترك الجن مع الإنس فيما وجد له لا فيما وجد عليه ولما كانت صورة الحق تعطي أن لا تكون مأمورة ولا منهية لعزتها سرت هذه العزة في الإنسان طبعا فعصى ظاهرا وباطنا من حيث صورته لأنه على صورة من لا يقبل الأمر والنهي والجبر أ لا ترى إبليس لما لم يكن على الصورة لم يعص باطنا فيقول لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فإذا كفر يقول إبليس إِنِّي أَخافُ الله رَبَّ الْعالَمِينَ وما استكبر إلا ظاهرا على آدم فقال أَ أَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً وقال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي من نارٍ والنار أقرب في الإضاءة النورية إلى النور والنور اسم من أسماء الله والطين ظلمة محضة فقال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ أي أقرب إليك من هذا الذي خَلَقْتَهُ من طِينٍ وجهل إبليس ما فطر الله آدم عليه في إن تولى خلقه بيديه كما لا للصورة الإلهية التي خلق عليها ولم يكن عند إبليس ولا الملائكة من ذلك ذوق فاعترض الكل الملائكة بما قالت وإبليس بما قال فمعصية الإنسان بما خلق عليه وطاعته بما خلق له قال تعالى وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي يتذللوا لعزتي ويعرفوا منزلتي من منزلتهم فطريقة الإنسان العبادة فإنه عبد والعبد مقيد بسيده كما إن السيد مقيد بوجه بعبده فإنه المسود والله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فلم يلحق الممكن بدرجة المحال فزها عليه بقبوله الوجود الذي هو صفة إلهية ولم يلحق بدرجة الوجود المطلق لأن وجوده مستفاد مقيد فإذا نظر إلى المحال ودرجته وما حصل له من ربه من الوجود ونظر في نفسه قبوله وامتيازه من المحال أدركه الكبرياء فعصى وقال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى‏ وادعى الألوهة وما ادعاها أحد من الجن وإذا نظر إلى افتقاره إلى واجب الوجود واستفادته الوجود منه ومنته به عليه وجب الشكر عليه فذل وأطاع ربه فطاعته من وجه ما خلق له ومعصيته من وجه ما خلق عليه وشهوده المحال الذي ليس له هذه المرتبة فلو لم يكن المحال رتبة ثالثة ما وجد الممكن على من يزهو فإن الشي‏ء لا يزهو على نفسه والمفتقر لا يزهو على المفتقر إليه فلم يكن يتصور أن تقع معصية من الممكن فانظر ما أعجب ما تعطيه الحقائق من الآثار والحمد لله على إن علمنا ما لم نكن نعلم وفهمنا ما لم نكن نفهم وكان فضل الله علينا عظيما وهذا القدر كاف في هذا الباب ويحتوي هذا المنزل على‏

علم الدعاء وعلم النبوة وعلم خطاب الكل في عين الواحد وعلم الزمان وعلم التقوى وعلم التعدي وعلم البرهان وتركيبه وعلم مكارم الأخلاق وعلم منزلة نفس الإنسان عند الله من غيره وعلم العجز وعلم الايمان وعلم الأنفاس وعلم التوكل وعلم الغيب وعلم الميزان وعلم التقديس وعلم حضرة الشكوك وعلم من تقدس بعد الخبث وعلم التكوين‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!