Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى السالك والسلوك

الحسنى في ظهور آثارها فمنتهى علمه منتهى رحمته ثم أرجع وأقول وإن حصل في الطريق تعب فهو تعب في راحة كالأجير يحمل التعب أو يستلذه لما يكون في نفسه من راحة الأجرة التي لأجل حصولها عمل فيحجبه عن التعب وجود راحة الأجرة فإذا قبضها دخل في راحة النوم بالليل فركدت جوارحه عن الحركة فوجد الراحة فانتقل من راحة الأجرة إلى راحة النوم فعلى التحقيق أن صور العالم للحق من الاسم الباطن صور الرؤيا للنائم والتعبير فيها كون تلك الصور أحواله فليس غيره كما أن صور الرؤيا أحوال الرائي لا غيره فما رأى إلا نفسه فهذا هو قوله إنه ما خلق السَّماواتِ والْأَرْضَ وما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وهو عينه وهو قوله في حق العارفين ويَعْلَمُونَ أَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ أي الظاهر فهو الواحد الكثير فمن اعتبر الرؤيا يرى أمرا هائلا ويتبين له ما لا يدركه من غير هذا الوجه ولهذا

كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إذا أصبح في أصحابه سألهم هل رأى أحد منكم رؤيا

لأنها نبوة فكان يحب أن يشهدها في أمته والناس اليوم في غاية الجهل بهذه المرتبة التي كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يعتني بها ويسأل كل يوم عنها والجهلاء في هذا الزمان إذا سمعوا بأمر وقع في النوم لم يرفعوا به رأسا وقالوا بالمنامات يريد أن يحكم هذا خيال وما هي إلا رؤيا فيستهونوا بالرائي إذا اعتمد عليها وهذا كله لجهله بمقامها وجهله بأنه في يقظته وتصرفه في رؤيا وفي منامه في رؤيا في رؤيا فهو كمن يرى أنه استيقظ في نومه وهو في منامه وهوقوله عليه السلام الناس نيام‏

فما أعجب الأخبار النبوية لقد أبانت عن الحقائق على ما هي عليه وعظمت ما استهونه العقل القاصر فإنه ما صدر إلا من عظيم وهو الحق فهذا معنى قولنا في التقسيم إنه قسم الانتقال وأما القسم الآخر من النوم فهو قسم الراحة وهو النوم الذي لا يرى فيه رؤيا فهو لمجرد الراحة البدنية لا غير فهذا هو حال الرؤيا وبقي معرفة المكان والمحل فأما المحل فهو هذه النشأة العنصرية لا يكون للرؤيا محل غيرها فليس للملك رؤيا وإنما ذلك للنشأة العنصرية الحيوانية خاصة ومحلها في العلم الإلهي الاستحالات في صور التجلي فكل ما نحن فيه رؤيا الحق في راحة ارتفاع الإعياء والتعب لا غير وأما المكان فهو ما تحت مقعر فلك القمر خاصة وفي الآخرة ما تحت مقعر فلك الكواكب الثابتة وذلك لأن النوم قد يكون في جهنم في أوقات ولا سيما في المؤمنين من أهل الكبائر وما فوق فلك الكواكب فلا نوم

وأعني به هذا النوم الكائن المعروف في العرف وأما الذي ذهبنا إليه أولا في معرفة حال النوم فذلك أمر آخر قد بيناه وصورة مكانه هكذا فانظر إلى ما صورناه في الهامش وهو هذا هذا صورة مكان الرؤيا وهو يشبه بالقرن وهو الصور أعلاه واسع وأسفله ضيق مقلوب النش‏ء فإن الذي يلي الرأس منه هو الأعلى وهو الأوسع والذي هو الأضيق منه هو الأسفل وهو الذي بعد عن الأصل فذلك القرن مكان الرؤيا فإذا خرج عن هذا الصور خرج عن مكان الرؤيا المعلومة في العرف فلا يرى بعد هذا رؤيا لأنه لا تقوم به صفة نوم فهو في راحة الأبد وهذا القدر كاف فيما نرومه من التعريف بمقام الرؤيا والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ والذي سكتنا عنه عظيم لأن الفكر يعجز عن تصوره من أكثر الناس ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ كما إن أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ وإلى العلم يرجع الفقه والعقل في قوله لا يَفْقَهُونَ ولا يَعْقِلُونَ انتهى الجزء السابع عشر ومائة

(أبواب الأحوال) (الباب التاسع والثمانون ومائة في السالك والسلوك)

إن السلوك هو الطريق الأقوم *** فإذا استقمت فأنت فيه السالك‏

اشتق من سلك اللآلي لفظه *** فحسامه عضب المضارب باتك‏

لا تمنعنك عن السلوك مضايق *** من خلفهن أرائك ودرانك‏

لا يسلكن لغاية ونهاية *** طرق المحال بمثبتيها فاتك‏

[أن السلوك انتقال من منزل عبادة إلى منزل عبادة بالمعنى‏]

اعلم وفقك الله أن السلوك انتقال من منزل عبادة إلى منزل عبادة بالمعنى وانتقال بالصورة من عمل مشروع على طريق‏

القربة إلى الله إلى عمل مشروع بطريق القربة إلى الله بفعل وترك فمن فعل إلى فعل أو من ترك إلى ترك أو من فعل إلى ترك أو من ترك إلى فعل وما ثم خامس للصورة وانتقال بالعلم من مقام إلى مقام ومن اسم إلى اسم ومن تجل إلى تجل ومن نفس إلى نفس والمنتقل هو السالك وهو صاحب مجاهدات بدنية ورياضات نفسية قد أخذ نفسه بتهذيب الأخلاق وحكم على طبيعته بالقدر الذي يحتاج إليه من الغذاء الذي يكون به قوام مزاجها واعتدالها ولا يلتفت إلى جوع العادة والراحة المعتادة فإن الله ما كلف نَفْساً إِلَّا وُسْعَها فإذا بذلت الوسع في طاعة الله لم يقم عليها حجة غير

[إن السالكين على أربعة أقسام‏]

إن السالكين في سلوكهم على أربعة أقسام منهم سالك يسلك بربه وسالك يسلك بنفسه وسالك يسلك بالمجموع وسالك لأسألك فيتنوع السلوك بحسب قصد السالك ورتبته في العلم بالله فأما السالك الذي يسلك بربه فهو الذي يكون الحق سمعه وبصره وجميع قواه فإن عينه ثابتة ولهذا أعاد الضمير عليه لوجوده في‏

قوله كنت سمعه‏

فهذه الهاء هي عينك الذي الحق سمعها وبصرها وما سلكت إلا بهذه القوي وهذه القوي قد أخبر الحق أنه لما أحبك كان سمعك وبصرك فهو قواك فبه سلكت في طاعته التي أمرك بأن تعمل نفسك فيها وتحلى ذاتك بها وهي زينة الله وهو سبحانه الجميل والزينة جمال فهو جمال هذا السالك فزينته ربه فبه يسمع وبه يبصر وبه يسلك ولا مانع من ذلك ولهذا قال قُلْ من حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ لما أحبهم حين تقربوا إليه بنوافل الخيرات زينهم به فكان قواهم التي سلكوا بها ما كلفهم من الأعمال وهو قوله وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وهي كلمة تطلبها المجازاة فاستعانوا بالله على عبادته بأن كان قواهم كما أنه بوجود أعيانهم وإن كان وجودهم قد استفادوه منه لم يتمكن خلق الأعمال التي هي محاب الله إلا في وجود أعيانهم فحصل لديهم ضرب من الإعانة على إيجاد الأعمال التي لا تقوم بنفسها فلما عملوا بها وما زالوا يطلبون الاستعانة منه على ذلك جَزاءً وِفاقاً أعانهم بنفسه بأن قال لهم بي تسمعون وتبصرون وتبطشون وغير ذلك من القوي التي هم عليها ليست غير الحق بأخبار الحق والناس في عماية لا يعرفون من هذه صورته فكثيرا ما يسيئون الأدب على من هذه صفته فتكون إساءة ذلك الأدب مع الله فالاحتياط تعظيم عباد الله فإنه ما من شخص إلا ويمكن أن يكون هو ذلك العبد فإن الأمر غيب ما هو بمحسوس حتى يتميز إلا عند أهله فوجب مراعاة كل مؤمن على كل مكلف فإنه إذا فعل ذلك أحرز الأمر واستبرأ لنفسه ولا يقال له لم فعلت كذا فإنه قصد جميل فإن وافق محله وإلا فقد وفي الأمر حقه لقصده احترام الجناب الإلهي لما دخل في المسألة من الإمكان لكل شخص شخص وهذا لا يكون إلا للادباء من أهل الله والقسم الآخر السالك بنفسه وهو المتقرب إلى ربه ابتداء بالفرائض ونوافل الخيرات الموجبين لمحبة الحق من أتى بهما لتحصيل المحبتين فهو يجهد فيما كلفه الحق ويبذل استطاعته وقوته فيما أمره به ربه ونهاه من عبادة ربه في قوله فَاتَّقُوا الله ما اسْتَطَعْتُمْ واتَّقُوا الله حَقَّ تُقاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إِلَّا وأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وإن كانوا قد سمعوا هذا الخبر الإلهي واعتقدوه إيمانا به ولكن ما حصل لهم هذا ذوقا فيكون الحق قواهم فهم سالكون بنفوسهم في جميع مراتب السلوك من حال وعمل ومقام واسم وتجل وما يصح فيه الانتقال من أمر إلى أمر وهذا هو سلوك الأدباء من أهل الله وذلك أن الله كلف عباده فعلموا إن ثم حقيقة تقتضي أن تكون المخاطبة بالتكليف وما ثم إلا هم فيعلمون أنهم المرادون وإن لم يتعين عندهم بأي حقيقة توجه عليهم الخطاب فيسلكون بنفوسهم في العموم مع علمهم بأن الأمر لا بد فيه من نسبة خاصة أو عين موجودة تستحق التكليف فيبذلون المجهود ويوفون بالعقود وإن جهلوا المقصود إلى أن يفتح الله لهم كما فتح لمن سلك بربه وأما السالك بالمجموع فهو السالك بعد أن ذاق كون الحق سمعه وبصره وعلم سلوكه أولا بنفسه على الجملة من غير شهود نفسه على التعيين فلما علم أن الحق سمعه وعلم أن السامع بالسمع ما هو عين السمع ورأى ثبوت هذا الضمير وعاين على من عاد فعلم أن نفسه وعينه هي السميعة بالله والناظرة بالله والمتحركة بالله والساكنة بالله وإنها المخاطبة بالسلوك والانتقال فسلك بالمجموع وأما القسم الرابع وهو سالك لأسألك فهو إنه رأى نفسه لم تستقل بالسلوك ما لم يكن الحق صفة لها ولا تستقل الصفة بالسلوك ما لم تكن نفس المكلف موجودة



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!