﴿لاٰ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب:53] و ذلك ليس من صفات الخلق من لا يكون إلا ما يريد لا يستحي من العبيد فإن استحى في حال ما فلطلب الاسم المسمى و هو المحيي كما هو العلي الحياء في الأموات من أعجب السمات بالحياء قصر الطرف و به استتر المعنى بالحرف الحياء حبس المقصورات في الخيام لئلا تدركهن أبصار الأنام و لو لا الاسم الغيور ما اتخذت الأبنية و القصور لو لا التكليف ما ظهر فضل العفيف القوة مخصوصة باللطيف فكيف بحجبه الكثيف لو لا قوة الأرواح ما تحركت الأشباح و لو لا حركت الأشباح ما وصلت إلى أما لها الأرواح فما كل سراح فيه انفساح
[سر الرفق رفيق]
و من ذلك سر الرفق رفيق من الباب 137 صحبة الرفيق الأعلى أولى ﴿وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ﴾ [الضحى:4] الرفيق بعبده أرفق و هو عليه أشفق أرق الناس أفئدة اليمنيون و هم السادة العلماء الأميون اختار الرفيق من أبان الطريق و هو بالفضل حقيق خير فاختار و رحل عنا و سار ليلحق بالمتقدم السابق و يلتحق به المتأخر اللاحق فلعلمه بأنه لا بد من الاجتماع اختار الخروج من الضيق إلى الاتساع أ لا ترى نداه في الظلمات و لم يكن من الأموات و إنما خاف الفوات أن لا إله إلا أنت كنت حيث كنت فاستجاب له فنجاه من الغم و قذفه الحوت من بطنه على ساحل اليم فأنبت عليه اليقطين : لنعمته و لنفور الذباب عن حوزته فهذا العزل الرقيق من إشفاق الرفيق
[سر الاستحقاق يرد الاسترقاق]
و من ذلك سر الاستحقاق يرد الاسترقاق من الباب 138 الحر إذا كان من أهل الكرم تسترقه النعم و على مثل هذا عمل أصحاب الهمم الإنسان عبد الإحسان لا بل عبد المحسان من تعبدته العلل ففي مشيته قزل من ذاق طعم العبودية تألم بالحرية الحرية محال و العبودة رأس المال على كل حال الرب رب و العبد عبد و إن اشتركا في العهد لا تقل بئس الخطيب من أجل الضمير فقد جمع بينهما محمد ﷺ و هو السراج المنير فبه اقتدينا فاهتدينا ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية