[سر تنوع الإرادة و حكم العادة]
و من ذلك سر تنوع الإرادة و حكم العادة من الباب 127 تنوعت الإرادة لتنوع المراد و حكم بالعادة في خرق المعتاد ليس العجب من عبد العليم إلا تنوع إرادة القديم ربط بمشيئته لو و هي تواذا تنوع الواحد فليس بواحد و لا بد من أمر زائد بل أمور كثيرة و هذا لمن يفهم شعيرة دقت عن الفهم لما ينطوي عليه من العلم لو شاء اللّٰه كذا و ما يشاء و لو شاء لصح المشاء و لو حرف امتناع لامتناع فكيف يستطاع ما لا يستطاع إذا صح التنوع ظهر الجنس و هذا خلاف ما يقتضيه القدس و ما يعطيه دليل العقل في النفس حقيقة الإرادة ما استقر في العادة و إن جاء خرق المعتاد فهو أيضا للإرادة مراد فلا تنظره من حيث الشخص و عليك فيه بالبحث و الفحص تعثر على الظاهر فيه لا بل على النص أهل الاعتبار هم أهل الإستبصار لكن لا بد من حكم الأغيار لو لا النهر ما امتازت أحكام العدوتين و لا حكم بالفرقتين الأرض واحدة ما ثم عين زائدة جاء النهر ففصل و إن كان لم يقطع فما وصل لكنه ستر حين جرى و ما هذا حديث يفتري بل هو أبين من الغزالة على من ناله يعرفه أهل الرفع و الخفض فإنه ما استقر إلا على الأرض فالأرض من تحته في اتصال و العين تشهد حقيقة الانفصال فلا بد من عبور و لهذا قلنا بتنوع الأمور أعطت جرية الماء الأرض حكما لم تكن عليه و ما استند هذا الحكم إلا إليه فلو ارتفعت الأنواء و ذهب الماء لزاك البين و ظهر البين و صدق ما حكم به العلم العين فقف مع الإرادة و إن تنوعت و لا تبرح من العادة و إن تصدعت
[ما ينتجه التجلي في الأكوان في كل زمان]
و من ذلك ما ينتجه التجلي في الأكوان في كل زمان من الباب 128 للتجلي الإلهي في الأكوان أحكام بحسب الأزمان فتنوع الأشكال لتنوع الأحوال كثر الحق بالصور و ظهر بالزمان الغير من أسماء الزمان الدهر فنطقت الغيرة بأن اللّٰه هو الدهر و ما ثم إلا من يفتقر إليه و لهذا حكمنا بأنه عين العالم و إن كان لديه تجلى في صورة الفلك فدار و في صورة الشمس فأنار و في صورة الليل فأظلم و في العالي و السافل فأنجد و أتهم و ما تجلى إلا إلى عينه فما أدركته عين سوى كونه فأدرك نفسه بنفسه فهو لعقله كما هو لحسه مع ثبوت قدسه أعطى الحدثان من الحكم ما لم يثبت في العلم فإن دليل العقول قد يخالف ما صح عندها من المنقول فالويل العقلي إن قبلته و الويل الإلهي إن لم تقبله و تركته ثم إنه لا يقبل إلا بالإيمان و إن لم يشهد له العيان فارتفاع الريب في العلم بالغيب براءة من العيب و ما في القلب من الشوب إياك و اتباع المتشابه أيها الواله فما يتبعه إلا الزائغ و ما يترك تأويله إلا العاقل البالغ فإن جاءه من ربه ذلك الشفاء فهو المعبر عنه بالمصطفى و المصطفون عند أولي الألباب ثلاثة بنص الكتاب ﴿ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ [الكهف:35] في أبناء جنسه و الثاني
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية