﴿وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولىٰ فَلَوْ لاٰ تَذَكَّرُونَ﴾ أنها كانت على غير مثال سبق كما هو الأمر في نفسه و كذلك قوله ﴿كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف:29] و بدأنا على غير مثال فيعيدنا على غير مثال فإن الصورة لا تشبه الصورة و لا المزاج المزاج و قد وردت الأخبار الإلهية بذلك على ألسنة الأنبياء عليه السّلام و هم الرسل
[إن العالم ما هو عين الحق و إنما هو ما ظهر في الوجود الحق]
و هذا يدلك على إن العالم ما هو عين الحق و إنما هو ما ظهر في الوجود الحق إذ لو كان عين الحق ما صح كونه بديعا كما تحدث صورة المرئي في المرآة ينظر الناظر فيها فهو بذلك النظر كأنه أبدعها مع كونه لا تعمل له في أسبابها و لا يدري ما يحدث فيها و لكن بمجرد النظر في المرآة ظهرت صور هذا أعطاه الحال فما لك في ذلك من التعمل إلا قصدك النظر في المرآة و نظرك فيها مثل قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية