﴿إِنَّ اللّٰهَ يَفْعَلُ مٰا يُرِيدُ﴾ [الحج:14] و ما تقدم على من تقدم عليه من الملائكة بالصفة التي أعطاه اللّٰه لعلو رتبته على الملائكة و إنما كان ذلك تأديبا من اللّٰه لملائكته في اعتراضهم و هو على ما هو عليه من البشرية كما أنه قد علم أنه ما سجد للكعبة لكون هذا البيت أشرف منه و إنما كان دواء لعلة هذه الرتبة فكان اللّٰه حفظ على آدم صحته قبل قيام العلة به فإنه من الطب حفظ الصحة و هو أن يحفظ المحل أن يقوم به مرض لأنه في منصب الاستعداد لقبول المرض و قد علم أنه و إن سجد للبيت فإنه أتم من البيت في رتبته فعلم إن الملائكة ما سجدت له لفضله عليهم و إنما سجدت لأمر اللّٰه و ما أمرها اللّٰه إلا عناية بها لما وقع منهم مما يوجب وهنهم و لكن لما لم يقصدوا بذلك إلا الخير اعتنى اللّٰه بهم في سرعة تركيب الدواء لهم بما علمهم آدم من الأسماء و بما أمروا به من السجود له و كل ﴿لَهُ مَقٰامٌ مَعْلُومٌ﴾ [الصافات:164] أمرت الملائكة بالسجود فامتثلت و بادرت فأثنى اللّٰه عليهم بقوله ﴿لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم:6] و نهى آدم فعصى فلما غوى أي خاف قال الشاعر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية