﴿يَشْفِينِ﴾ [الشعراء:80] بداية و «قول النبي ﷺ لا شفاء إلا شفاؤك» نهاية النهاية فهي أتم و الإتيان بالأمرين أولى و أعم فجمع اللّٰه الأمرين لمحمد ﷺ في الصلاة عليه كما صليت على إبراهيم الذي أمرنا اللّٰه أن نتبع ملته لتقدمه فيها لا لأنه أحق بها من محمد ﷺ فللزمان حكم في التقدم لا في المرتبة كالخلافة بعد رسول اللّٰه ﷺ الذي كان من حكمة اللّٰه تعالى أنه أعطاها أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا بحسب أعمارهم و كل لها أهل في وقت أهلية الذي قبله و لا بد من ولاية كل واحد منهم و خلع المتأخر لو تقدم لا بد منه حتى يلي من لا بد له عند اللّٰه في سابق علمه من الولاية فرتب اللّٰه الخلافة ترتيب الزمان للأعمار حتى لا يقع خلع مع الاستحقاق في كل واحد من متقدم و متأخر و ما علم الصحابة ذلك إلا بالموت و مع هذا البيان الإلهي فبقي أهل الأهواء ﴿فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ [الأنعام:91] مع إبانة الصبح لذي عينين بلسان و شفتين نسأل اللّٰه العصمة من الأهواء و هذه كلها أشفية إلهية تزيل من المستعمل لها أمراض التعصب و حمية الجاهلية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية