و قد بينا أنه ما ثم معط إلا اللّٰه فما ثم إلا الخير سواء سر أم ساء فالسرور هو المطلوب و قد لا يجيء إلا بعد إساءة لما يقتضيه مزاج التركيب و قبول المحل لعوارض تعرض في الوجود و كل عارض زائل و لهذا يسمى بالمعطي و المانع و الضار و النافع فعطاؤه كله نفع غير إن المحل في وقت يجد الألم لبعض الأعطيات فلا يدرك لذة العطاء فيتضرر بذلك العطاء و لا يعلم ما فيه من النفع الإلهي فيسميه ضارا من أجل ذلك لعطاء و ما علم إن ذلك من مزاج القابل لا من العطاء أ لا ترى الأشياء النافعة لأمزجة ما كيف تضر بأمزجة غيرها قال اللّٰه في العسل إنه ﴿شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ﴾ [النحل:69] «فجاء رجل لرسول اللّٰه ﷺ فقال له إن أخي استطلق بطنه فقال اسقه عسلا فسقاه عسلا فزاد استطلاقه فرجع فأخبره فقال اسقه عسلا فزاد استطلاقه و ما علم هذا الرجل ما علمه رسول اللّٰه ﷺ من ذلك فإنه كان في المحل فضلات مضرة لا يمكن إخراجها إلا بشرب العسل فإذا زالت عنه أعقبته العافية و الشفاء فلما رجع إليه قال له يا رسول اللّٰه سقيته عسلا فزاد استطلاقه فقال صدق اللّٰه و كذب بطن أخيك اسقه عسلا في الثالثة فسقاه فبرئ فإنه استوفى خروج الفضلات المضرة»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية