و قال تعالى عن نفسه ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنٰا﴾ [القمر:14] فمن عينيه كان ذا بصر و بصيرة و من أعينه كانت أعين الخلق عينه فهم لا يبصرون إلا به و إن لم يعلموا ذلك و العالمون الذين يعلمون ذلك يعطيهم الأدب أن يغضوا أبصارهم فيتصفوا بالنقص فإن الغض نقص من الإدراك و قوله ﴿أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّٰهَ يَرىٰ﴾ [العلق:14] إرسال مطلق في الرؤية لا غض فيه فإن لم يغضوا مع علمهم فيعلم عند ذلك أنهم مع شهود المقدور الذي لا بد من كونه فهم يرونه كما يراه اللّٰه من حيث وقوعه لا من حيث الحكم عليه بأنه كذا هكذا يراه العلماء بالله فيأتون به على بصيرة و بينة في وقته و على صورته و يرتفع عنهم الحكم فيه فإنه من الشهود الأخروي الذي فوق الميزان و لذلك لا يقدح فيهم لأنه خارج عن الوزن في هذا الموطن و هو قوله في حق رسول اللّٰه ص
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية