﴿مَنْ خٰافَ مَقٰامَ رَبِّهِ﴾ [الرحمن:46] غيره فلا يعرفه
فكن في أمان أن يقول بقولكم *** شخيص له في ربه الحصر و القيد
فمن يعتقد في اللّٰه ما قد شرحته *** فذاك هو المكر الإلهي و الكيد
و كيف يرى التقييد من هو مطلق *** له البدء فيما شاءه الحق و العود
فإطلاق العبد قبوله لكل صورة يشاء الحق أن يظهره فيها فما ظنك بخالقه الذي له المشيئة فيه و هو سبحانه في تحوله في الصور لذاته غير مشيء لذلك فإن المشيئة متعلقها العدم و هو الوجود فلا يكون مشاء لمشيئته بل لم يزل في نفسه كما تجلى لعبده فمشيئته إنما تعلقت بعبده أن يراه في تلك الصورة التي شاء الحق أن يراه فيها فإذا رآها العبد التبس بها و ركبه الحق فيها و هو قوله من باب الإشارة ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ﴾ [الإنفطار:8] من صور التجلي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية