كلمة تهديد و وعيد ﴿حَتّٰى يَأْتِيَ اللّٰهُ بِأَمْرِهِ﴾ [البقرة:109] فتعرف عند ذلك خيره من شره و حلوه من مره و تذوق شهده من صبره ثم نصح في الإنزال على لسان الإرسال بالفرار إلى اللّٰه من هذه الحجب و التدبر لما جاءت به من عند اللّٰه الصحف و الكتب مع إرخاء الطنب لتخلو بالمقصورات في الخيام و تفتض أبكارا لم يطمثهن إنس قبلك و لا جان : فتحصل من المعارف في تلك العوارف ما لا يصفه واصف و لا يتمكن أن يقف عنده واقف لورود ما هو أعلى و أنفس من كل محل أقدس و إن كان الفكر و التجلي في عدم الإحاطة بالمدرك بهما سيان و هما من هذا الوجه مثلان فبينهما فرقان بين لا خفاء به إن صاحب الفكر يحكم عليه في محصوله الدخل و تتمكن منه الشبه و تزلزله عما كان بالأمس يعتمد عليه و يركن إليه و التجلي للعارف ليس كذلك بل هو في نعيم متجدد و في شهود لخلق جديد ما هو منه في لبس و هو الجامع في الالتذاذ بين اليوم و الأمس فلا يزال في لذة موجودة لصورة إلهيه مشهودة لا يعطيه الفناء عن جميع لذاته لأنها من لذاته وجدت لوجوده فاجتمعا في شهوده
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية