﴿فَأَنْسٰاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾ [الحشر:19] إذ صرفهم عن آيات نفوسهم و هو قوله ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيٰاتِيَ الَّذِينَ﴾ [الأعراف:146] و وصفهم الحق
[انقسم الخلق إلى قسمين]
فانقسم الخلق إلى قسمين قسم إلى الحق الصرف و قسم إلى الطبيعة الصرف و ظهر بينهما برزخ ظهر فيه عالم ما هو و لا واحد من هذين القسمين فرأى ما يستحقه الحق فأعطاه حقه و لو لم يعطه فهو له و رأى ما تستحقه الطبيعة فأعطاها حقها و لو لم يعطها فهو لها فإن الطبيعة ليست بمجعولة بل هي لذاتها في العقل لا في العين كما هو الحق لذاته في العقل و العين فإن اجتمع الحق و الطبيعة في العقل فقد افترق الحق من العقل و تميز في العين فإن الحق له الوجود العيني و العقلي و الطبيعة لها الوجود العقلي ما لها وجود عيني و ذلك ليكون الحكم في الخلق بين الوجود و العدم فيقبل العدم من حيث الطبيعة و يقبل الوجود من جانب الحق فلهذا يتصف كل ما سوى اللّٰه بقبول العدم و الوجود فكان الحكم فيه للعدم كما كان فيه الحكم للوجود و لو لم يكن الأمر على ما ذكرناه لاستحال على المخلوق قبول العدم في وجوده أو قبول الوجود في عدمه فهكذا ينبغي أن تعرف الحقائق و لا سبيل إليها إلا بعدم الصرف عن الآيات و النظر إلى ما حرم اللّٰه من تكبر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية