«فإن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم قال في الميتة حين مر عليها ما أحسن بياض أسنانها و قال من كان معه ما أنتن ريحها» و «أن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و إن كان قد أمر بقتل الحيات على وجه خاص و أخبر أن اللّٰه يحب الشجاعة و لو على قتل حية و مع هذا فإنه كان بالغار في منى و قد نزلت عليه سورة و المرسلات و بالمرسلات يعرف الغار إلى الآن دخلته تبركا فخرجت حية و ابتدر الصحابة إلى قتلها فأعجزهم فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه وقاها شركم كما وقاكم شرها» فسماه شرا مع كونه مأمورا به مثل قوله تعالى في القصاص ﴿وَ جَزٰاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهٰا﴾ [الشورى:40] فسمى القصاص سيئة و ندب إلى العفو فما وقعت عينه صلى اللّٰه عليه و سلم إلا على أحسن ما كان في الميتة فهكذا أولياء اللّٰه لا ينظرون من كل منظورا لا أحسن ما فيه و هم العمي عن مساوي الخلق لا عن المساوي لأنهم مأمورون باجتنابها كما هم ضم عن سماع الفحشاء كما هم البكم عن التلفظ بالسوء من القول و إن كان مباحا في بعض المواطن هكذا عرفناهم فسبحان من اصطفاهم و اجتباهم و هداهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية