﴿لاٰ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾ [الأنبياء:103] على نفوسهم و لا على أحد لأنهم لم يكن لهم تبع في الدنيا و كل من كان له تبع في الدنيا فإنه و إن أمن على نفسه فإنه لا يأمن على من بقي و على تابعه لكونه لا يعلم هل قصر و فرط فيما أمره به أم لا فيحزنه الفزع الأكبر عليه تقول بعض النساء من العارفين لجماعة من رجال اللّٰه أ رأيتم لو لم يخلق جنة و لا نارا أ ليس هو بأهل أن يعبد تشير هذه المرأة إلى الدين الخالص : و هو هذا المقام و هي رابعة العدوية ﴿ذٰلِكَ فَضْلُ اللّٰهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشٰاءُ﴾ [المائدة:54] و يقول فيه أبو يزيد الأكبر لا صفة لي فلو استخلص عهده لكان مخلصا و إذا كان مخلصا كان ذا صفة فلم يصدق في قوله و هو عندنا صادق و هذه الطائفة هم الذين عمهم قوله تعالى ﴿رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب:23] و هذا العهد الخالص فأمسكه اللّٰه عليهم ﴿فَمِنْهُمْ مَنْ قَضىٰ نَحْبَهُ﴾ [الأحزاب:23] أي من وفى بعهده فإن النحب العهد ﴿وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ﴾ [الأحزاب:23] لأن العبد ما دام في الحياة الدنيا لا يأمن التبديل ف ﴿إِنَّ اللّٰهَ يَفْعَلُ مٰا يُرِيدُ﴾ [الحج:14] و ما يدري العبد على الحقيقة مما كان عليه من الحال في حال عدمه إذ كان مشهودا لله لا لنفسه إلا ما مضى و ما يقع فهو في علم اللّٰه ﴿فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّٰهِ﴾ [الأعراف:99] لعلمه بالله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية