و قال ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ﴾ [الأنفال:17] و قال لنبيه ﷺ في رميه التراب في أعين المشركين ﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] و قال ﴿بَلْ لِلّٰهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً﴾ [الرعد:31] فعهد تعالى إلى أن الفعل الذي يشهد به الحس أنه للعبد هو لله تعالى لا للعبد فإن أضفته لنفسي فإنما أضيفه إلى نفسي بإضافة اللّٰه لا بإضافتي فأنا أحكي و أترجم عن اللّٰه به و هو قوله ﴿وَ اللّٰهُ خَلَقَكُمْ وَ مٰا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:96] فرد الفعل الذي أضافه إلي إلى نفسه و هو حقه الذي له قبلي بهذه الإضافة و لكن لا بد من ميزان إلهي نرده به إليه فإن اللّٰه تعالى لما رفع السماء وضع الميزان في سباحة الكواكب في أفلاكها التي هي طرق في السموات لتجري بالمقادير الكائنة في العالم على قدر معلوم لا تتعداه فهي تعطي و تمنع بذلك الميزان الذي وضع الحق لها لأنها تشاهد الميزان الذي بيد الحق حين يخفض به و يرفع فإذا نظرت إلى من رفعه الحق بميزانه أعطته ما يستحقه مقام الرفع و إذا رأت الحق يضع بميزانه من شاء أعطته ما يستحقه مقام الوضع و ذلك هو التسخير الذي ورد في القرآن في النجوم أنها ﴿مُسَخَّرٰاتٍ بِأَمْرِهِ﴾ [الأعراف:54]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية