﴿اَللّٰهُ لَطِيفٌ بِعِبٰادِهِ﴾ [الشورى:19] فمن لطفه أنه هو الذي يأتيهم بكل ما هم فيه و لا تقع أبصار العباد إلا على الأسباب التي يشهدونها فيضيفون ما هم فيه إليها فظهر الحق باحتجابه فهو الظاهر المحجوب فهو الباطن للحجاب لا لك و هو الظاهر لك و للحجاب فسبحان من احتجب في ظهوره و ظهر في حجابه فلا تشهد عين سواه و لا ترتفع الحجب عنه و لم يزل ربا و لم نزل عبيدا في حال عدمنا و وجودنا فكل ما أمر سمعنا و أطعنا في حال عدمنا و وجودنا إذا لم يخاطبنا بفهوانية الأمثال و الأشكال فإذا خاطبنا بفهوانية الأمثال و الأشكال و السنة الإرسال فمن كان منا مشهوده ما وراء الحجاب و هو المثل و الرسول سمع فأطاع من حينه و من كان مشهوده المثل سمع ضرورة و لم يطلع للحسد الذي خلق عليه من تقدم أمثاله عليه فظهر المطيع و العاصي أي عصى على مثله لكونه ما نفذ فيه أمره بالطاعة ما عصى على اللّٰه و لهذا قال بعضهم إنما احتجب اللّٰه في الدنيا عن عباده لأنه سبق في علمه أنه يكلفهم و يأمرهم و ينهاهم و قد قدر عليهم بمخالفة أمره و بموافقته في أوقات فلا بد من ظهور المخالفة و الموافقة فخاطبهم على السنة الرسل عليه السّلام و حجب ذاته سبحانه عنهم في صورة الرسول و ذلك لأنه قال ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80] و قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية