و قال ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوٰاسِ الْخَنّٰاسِ اَلَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّٰاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّٰاسِ﴾ فإن شياطين الإنس لهم سلطان على ظاهر الإنسان و باطنه و شياطين الجن هم نواب شياطين الإنس في بواطن الناس و شياطين الجن هم الذين يدخلون الآراء على شياطين الإنس و يدبرون دولتهم فيفصلون لهم ما يظهرون فيها من الأحكام و لا يزال القتال يعمل على هذا الإنسان المؤمن خاصة فيقاتل اللّٰه عنه ليحفظ عليه إيمانه و يقاتل عليه إبليس ليرده إليه و يسلب عنه الايمان و يخرجه عن طريق سعادته حسدا منه فإنه إذا أخرجه ﴿تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾ [البقرة:167] و جثا بين يدي ربه الذي هو مقدم صاحب الميمنة و يجعله سفيرا بينه و بين الاسم الرحمن و عرفنا اللّٰه بذلك كله لنعرف مكايد فهو يقول للإنسان بما يزين له أكفر فإذا كفر يقول له ﴿إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخٰافُ اللّٰهَ رَبَّ الْعٰالَمِينَ فَكٰانَ عٰاقِبَتَهُمٰا أَنَّهُمٰا فِي النّٰارِ خٰالِدَيْنِ فِيهٰا﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية