﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23] في كل معبود و أين أبين من تحوله في صور المعبودات و لكن أكثر الناس لا يعلمون ثم شرع لنا أن لا نعبده في شيء منها و إن علمنا أنه عينها و عصى من عبده في تلك الصور و جعله مشركا و حرم على نفسه المغفرة فوجبت المؤاخذة في المشرك و لا بد ثم بعد ذلك ترتفع المؤاخذة و ما ارتفعت إلا لجهله بصورة ما عنده في الشريك بنفي تلك الصفة في الآخرة عن الشريك فلذلك عوقب و لذلك شملته الرحمة بعد العقوبة و إن لم يخرج من النار و العالم منا هنا بصورة ما عبده المشرك ما نزحزح عن علمه في الدنيا و لا في الآخرة لأنه لم تقع عينه في الدنيا و لا تعلق علمه إلا على المعبود في تلك الصورة و المشرك لم يكن حاله كذلك و إنما كان حاله شهودا لصورة فرجع المشرك عنها في الآخرة و لم يرجع العالم فلو رجع لكان من الجاحدين فلا يصح له أن يرجع
فالشرك باق و لكن ليس يعلمه *** إلا الذي شاهد الأعيان و الصورا
فمن يقول بتوحيد أصاب و من *** يقول بالشرك فيه صدق الخبرا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية