﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] خاطب به من يعلم نفي المثلية في الأشياء و فيه علم عموم تعلق العلم الإلهي بالمعلومات و من علم منا حصر المعلومات في واجب و محال و ممكن في نفس الأمر قد عم من وجه كلي و بقي الفصل بين العلماء في نفس الأمر المحكوم عليها بأحد هذه الأحكام و فيه علم ما يأتي من الممكنات و هي كلها آيات فيعرض عن النظر في كونها آية من يعرض ما السبب في إعراض واحد و عدم إعراض آخر في ذلك و فيه علم من يشكك نفسه فيما قد تبين له ما السبب الذي يدعوه إلى ذلك التشكيك و فيه علم من أي حقيقة إلهية خلق اللّٰه الالتباس في العالم هل كان ذلك لكونه يتجلى لعباده في صور مختلفة تعرف و تنكر مع أنه تعالى في نفسه على حقيقة لا تتبدل و لا يكون التجلي إلا هكذا فما في العالم إلا التباس و ذلك لكون الشارع قد أخبر أن المؤمن يظهر بصورة الكافر و هو سعيد و الكافر يظهر بصورة المؤمن و هو شقي فلا يقطع على أحد بسعادة و لا بشقاء لالتباس الأمر علينا فهذا عندنا ليس بالتباس و إنما الالتباس أن نقطع بالشقاء على السعيد و بالسعادة على الشقي حينئذ يكون الأمر قد التبس علينا و أما إذا لم نقطع فما التبس علينا شيء و فيه علم إن الحكم للرحمة يوم القيامة و أن العدل من الرحمة و يوم القيامة يوم العدل في القضاء و إنما تأتي الرحمة في القيامة ليشهد الأمر حتى إذا انتهى حكم العدل و انقضت مدته في المحكوم عليه تولت الرحمة الحكم فيه إلى غير نهاية و فيه علم ما هو لله و ما هو للخلق و أعني بما هو لله أنه مخلص و فيه علم الوصف الخالص بالله الذي لا يشركه فيه من ليس بآلة و فيه علم لم تعددت الأسماء الإلهية باختلاف معانيها فهل هي أسماء لما تحتها من المعاني أو هي أسماء لمن نسبت إليه تلك المعاني و هل تلك المعاني أمور وجودية أو نسب لا وجود لها و فيه علم الإنصاف و العدل في القضايا و الحكومات و فيه علم ما يغني من الاستحقاق بعد انقضاء مدة حكمه و ما معنى الفلاح في القضايا و الحكومات و فيه علم ما يغني من الاستحقاق بعد انقضاء مدة حكمه و ما معنى الفلاح فيه نفيه عن المستحق بالعقوبة و فيه علم جحد المشرك الشريك هل له في ذلك وجه إلى الصدق أو هو كاذب من كل وجه و ذلك أن القائل في الحقيقة ليس غير اللّٰه فلا بد أن يكون له وجه إلى الصدق من هناك ينسب أنه قول اللّٰه و إن ظهر على لسان المخلوق فإن اللّٰه قاله على لسان عبده و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية