[عمر بن الخطاب و ابن حنبل]
و من أقطاب هذا المقام عمر بن الخطاب و أحمد بن حنبل و لهذا «قال صلى اللّٰه عليه و سلم في عمر بن الخطاب يذكر ما أعطاه اللّٰه من القوة يا عمر ما لقيك الشيطان في فج إلا سلك فجا غير فجك!» فدل على عصمته بشهادة المعصوم و قد علمنا إن الشيطان ما يسلك قط بنا إلا إلى الباطل و هو غير فج عمر بن الخطاب فما كان عمر يسلك إلا فجاج الحق بالنص فكان ممن لا تأخذه في اللّٰه لومة لائم في جميع مسالكه و للحق صولة و لما كان الحق صعب المرام قويا حمله على النفوس لا تحمله و لا تقبله بل تمجه و ترده لهذا «قال صلى اللّٰه عليه و سلم ما ترك الحق لعمر من صديق» و صدق صلى اللّٰه عليه و سلم يعني في الظاهر و الباطن أما في الظاهر فلعدم الإنصاف و حب الرئاسة و خروج الإنسان عن عبوديته و اشتغاله بما لا يعنيه و عدم تفرغه لما دعي إليه من شغله بنفسه و عيبه عن عيوب الناس و أما في الباطن فما ترك الحق لعمر في قلبه من صديق فما كان له تعلق إلا بالله
[مأساة العلم الباطن]
ثم الطامة الكبرى أنك إذا قلت لواحد من هذه الطائفة المنكرة اشتغل بنفسك يقول لك إنما أقوم حماية لدين اللّٰه و غيرة له و الغيرة لله من الايمان و أمثال هذا و لا يسكن و لا ينظر هل ذلك من قبيل الإمكان أم لا أعني أن يكون اللّٰه قد عرف وليا من أوليائه بما يجريه في خلقه كالخضر و يعلمه علوما من لدنه تكون العبارة عنها بهذه الصيغ التي ينطق بها الرسول صلى اللّٰه عليه و سلم كما قال الخضر ﴿وَ مٰا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ [الكهف:82]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية