﴿فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:6] و هو ما أنزله خاصة و أما ما فصله الرسول و أبان عنه فهو تفصيل ما نزل لا عين ما نزل و يقع البيان بعبارة خاصة و يعقل بأي شيء كان و أما الأثر الحادي عشر و الثاني عشر فهما المرتبتان من المراتب الثلاثة التي ذكرناها في أول هذه لآثار و هما مرتبة الاتصال بالحق و مرتبة السبب الرابط بين الأمرين و قد تقدم فلنذكر ما في هذا المنزل من العلوم إن شاء اللّٰه فمن ذلك علم السبب الموجب لبقاء المؤمن في النعيم في دار النعيم و فيه علم أسباب الفوز و النجاة من الجهل الذي هو شر الشرور و فيه علم ما يستحقه الموطن من الأمور التي تكون بها السعادة للإنسان و قد تظهر في موطن آخر و لا تعطي سعادة و فيه علم كل ما ثبت عينه هل يسقط حكمه أو لا يسقط إلا حكم بعض ما ثبت عينه أو لا يسقط له حكم على الإطلاق بل يسقط عنه حكم خاص لا كل حكم فهل يشتغل بما سقط حكمه أو لا يشتغل به كلغو اليمين فإن الكفارة سقطت عنه في الحنث و فيه علم ما يظهر من الزيادة إذا أضيف الفعل إلى المخلوق بوجه شرعي يوجب ذلك أو كرم خلق عقلي و فيه علم الملإ و الخلأ و فيه علم فعل ما ينبغي و ترك ما لا ينبغي و فيه علم التعدي في حدود الأشياء و هل الحد داخل في المحدود فلا يكون تعديا و إذا دخل كيف صورة دخوله و الفرق بين قوله ﴿وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرٰافِقِ﴾ [المائدة:6] و قوله ﴿أَتِمُّوا الصِّيٰامَ إِلَى اللَّيْلِ﴾ [البقرة:187] و هذا حد بكلمة معينة تقتضي في الواحد خروج الحد من المحدود و في الآخر دخول الحد في المحدود و ينبغي هذا على معرفة الحد في نفسه ما هو فإن للحد حدا و لا يتسلسل و فيه علم العهود و الأمانات و ما هي الأمانات و ما هي العهود و العقود التي أمرنا بها و العهد الإلهي هل له حكم عهد المخلوق أم لا و فيه علم الفضل بين المال الموروث و المكتسب و بأي المالين تقع اللذة أكثر لصاحبه و هو علم ذوق و يختلف باختلاف المزاج فإنه ثم من جبل على الكسل فمال الميراث عنده ألذ لأنه لا تعمل له فيه و منهم أهل الفتوح و من الناس من هو مجبول في نفسه على الرئاسة فيلتذ بالمال المكتسب ما لا يلتذ بالمال الموروث لما فيه من التعمل لإظهار قدرته فيه بجهة كسبه و فيه علم توقف المسببات على أسبابها هل هو توقف ذاتي أم اختياري من اللّٰه و فيه علم الاستحالات من حال إلى حال فهل تتبع الأعيان تلك الأحوال فتستحيل من عين إلى عين أم العين واحدة و الاستحالات تقع في الأحوال و المذاهب في ذلك مختلفة فأين الحق منها و فيه علم حفظ الصانع لصنعته هل حفظه لصنعته أو لعين المصنوع فإن الصنعة للصانع قد تكون مستفادة له كصنعة الخياطة و غير ذلك مما لا يحصل إلا بالتعلم و قد تكون الصنعة بالفطرة لا بالتفكر كصنعة الحيوانات كالنحل و العناكب و كلها بالجعل و قد تكون ذاتية كإضافة الصنعة إلى اللّٰه و ما معنى قوله مع هذا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية