﴿وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ﴾ [الذاريات:56] قد يريد به الإنسان وحده من حيث ما له ظاهر و باطن فمن حيث ما له ظاهر هو أنس من آنست الشيء إذا أبصرته قال تعالى في حق موسى إخبارا عنه ﴿إِنِّي آنَسْتُ نٰاراً﴾ [ طه:10] أي أبصرت و الجن باطن الإنسان فإنه مستور عنه فكأنه قال و ما خلقت ما ظهر من الإنسان و ما بطن إلا ليعبدون ظاهرا و باطنا فإن المنافق يعبده ظاهرا لا باطنا و المؤمن يعبده ظاهرا و باطنا و الكافر المعطل لا يعبده لا في الظاهر و لا في الباطن و بعض العصاة يعبده باطنا لا ظاهرا و ما ثم قسم خامس و ما أخرجنا الجن الذين خلقهم اللّٰه من نار من هذه الآية و جعلناها في الإنسان وحده من جهة ما ظهر منه و ما استتر إلا لقول اللّٰه لما ذكر السجود أنه ذكر جميع من يسجد له ممن في السموات و من في الأرض و قال في الناس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية