الحائلة بينهم و بين ما أمروا به من المراقبة فهم قسمان قسم له الإطلاق في الحفظ كإطلاق حكم الشرع في أفعال المكلف و قسم له التقييد في الحفظ ظاهرا لا باطنا فأما أهل الإطلاق فمنهم من يحافظ على ما عين الحق له منه إنه وسعه و هو القلب و منهم من يحافظ على ملازمة الحجاب الذي يعلم أن الحق وراؤه فيكون له كالحاجب في العالم ينفذ أوامره و هذه حالة القطب فليس له من اللّٰه إلا صفة الخطاب لا الشهود لأنه صاحب الديوان الإلهي فلا يكون إلا من وراء حجاب إلى أن يموت فإذا مات لقي اللّٰه و هو مسئول عن العالم و العالم مسئول عنه و هذا هو مقام الرسل صلوات اللّٰه عليهم أجمعين و شركهم في هذا المقام من يحافظ على الصلوات في الجماعات إذا قدر عليها و على كثرة النوافل منها ليلا و نهارا و لما علموا إن اللّٰه ﴿عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ [هود:57] و هم من الأشياء و هم الذين ادعوا أنهم أهل الصورة المثلية لزمهم إن يقوموا في هذه الصفة فيصدق عليهم اسم الحفيظ على كل شيء فيحفظوا ما خصص اللّٰه به نفسه في ملكه من الحقوق التي له أن ينازعه فيها أحد من عالمهم و ينوب عن العالم بأسره فيما فيه مصالحهم لما هو العالم عليه من الغفلة و الجهل فبالجهل لا يعرف مصالحه من غير مصالحه و بالغفلة يغفل عن مصالحه و إن كان يعرفها إذا نبه لها فيكون هذا العبد الحفيظ على كل شيء مستحقا هذا الاسم و لما علم إن عليه من اللّٰه حافظا يكتب ما يعمله من أفعاله حفظ ما يملي عليه حتى يقع لصحيفته ميز على سائر الصحف إذا رفعت إلى اللّٰه هذا شأن القوم و أما أنا فأقول
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية