﴿فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [ق:15] فسبحان من أعطى أهل الكشف و الوجود التنزه في تقليب الأحوال و المشاهدة لمن هو كل يوم في شأن و اللّٰه هو الدهر فلا فراغ لحكم هذا الدهر في العالم الأكبر و الأصغر الذي هو الإنسان و هو أحد المعلومات الأربعة التي لها التأثير فالمعلوم الأول لنا الإنسان و المعلوم الثاني العالم الأكبر الذي هو صورة ظاهر العالم الإنساني و الإنسان الذي هو قلب هذه الصورة و لا أريد به إلا الكامل صاحب المرتبة و هو المعلوم الثالث و المعلوم الرابع حقيقة الحقائق التي لها الحكم في القدم و الحدوث و ما ثم معلوم خامس له أثر سوى ما ذكرناه و يتشعب من هذا المنزل شعب الايمان و ذلك بضع و سبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق و أرفعها قول لا إله إلا اللّٰه و ما بينهما من الشعب و هذا المنزل منزل الايمان و منه ظهر الايمان في قلب المؤمن و الخاص به الاسم المؤمن من الأسماء الإلهية فمن هنا شرع المؤمن شعب الايمان و أبانها و من هذا المنزل أخذت أمة محمد أعمارها فغاية عمر هذه الأمة المحمدية سبعون سنة لا تزيد عليها شيئا فإن زاد فما هو محمدي و إنما هو وارث لمن شاء اللّٰه من الأنبياء من آدم إلى خالد بن سنان فيطول عمره طول من ورثه و لهذا «قال النبي ﷺ في أعمار أمته إنها ما بين الستين إلى السبعين»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية