أي علامة لمن آمن بالله أن ينجيه اللّٰه ببدنه أي بظاهره فإن باطنه لم يزل محفوظا بالنجاة من الشرك لأن العلم أقوى الموانع فسوى اللّٰه في الغرق بينهم و تفرقا في الحكم فجعلهم سلفا و مثلا للآخرين يعني الأمم الذين يأتون من بعدهم و خص فرعون بأن تكون نجاته آية لمن رجع إلى اللّٰه بالنجاة و لما كان الاختصاص الإلهي الكامل في الجمع بين السعادة و الصورة كان الكمال للمؤمن بالخلافة في المكان الذي من شأنه أن يظهر فيه كمال الصورة من نفوذ الاقتدار عند الإغضاب و ليست الجنة بمحل لهذه الصفة فليست بدار خلافة بل هي دار ولاية محكوم على صاحب تلك الولاية بأمر لا يتعداه و لا تعطي نشأته أن يقبل سواه حتى لو كان فيها تقديرا من شأنه أن يغضب ما قبل صاحب الولاية صفة الغضب لأنه على مزاج خاص بخلاف نشأة الدنيا و لهذا قال ﴿إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية