«فقال له ما خبأت لك فقاله الدخ و هو لغة في الدخان لأن فيها آية» ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمٰاءُ بِدُخٰانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان:10] فعلم ابن صياد اسمها الذي نواه و أضمره في نفسه رسول اللّٰه ﷺ في خبئه فقال له ﷺ اخسأ فلن تعدو قدرك أي علمك بهذا لا يخرجك عن قدرك الذي أهلك اللّٰه له و قد روى فلم تعد قدرك يعني بإدراكك لما خبأته لك و في هذا القول سر يطلعك إياه هذا القول من النبي ﷺ لصاف على المقام الذي أوجب على رسول اللّٰه ﷺ أن يقول مثل هذا القول له فإنه لم يختبره بما خبأ له عن وحي من اللّٰه فلو كان عن وحي ما عثر عليه ابن صائد لأن اللّٰه من وراء ما يأمر به بالتأييد بل كان هذا القول مثل قوله ﷺ في إبار النخل فلما خرج خبؤه كان ذلك من اللّٰه تأديب فعل ليحفظ عليه مقام المراقبة فلا ينطق إلا عن شهود إذ بقرينة الحال يعلم أن النبي ﷺ ما خبأ له ما خبا إلا ليعجزه فأبى اللّٰه ذلك «فقال ﷺ إن اللّٰه أدبني» «فأحسن تأديبي»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية