﴿قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:1] أي لا يشارك في هذه الصفة و أما الواحد فإنا نظرنا في القرآن هل أطلقه على غيره كما أطلق الأحدية فلم أجده و ما أنا منه على يقين فإن كان لم يطلقه فهو أخص من الأحدية و يكون اسما للذات علما لا يكون صفة كالأحدية فإن الصفة محل الاشتراك و لهذا أطلقت لاحدية على كل ما سوى اللّٰه في القرآن و لا يعتبر كلام الناس و اصطلاحهم و إنما ينظر ما ورد في القرآن الذي هو كلام اللّٰه فإن وجد في كلام اللّٰه لفظ الواحد كان حكمه حكم لاحدية للاشتراك اللفظي فيه و إن كان لا يوجد في كلام اللّٰه لفظ الواحد يطلق على الغير فيلحقه بخصائص ما تستحقه الذات و يكون كالاسم اللّٰه الذي لم يتسم به أحد سواه و مما يتعلق بهذا المنزل من التنزيه الخاص به ما يحصل من المعارف التي ذكرناها في كتاب مواقع النجوم في التجلي الصمداني و لا نريد بذلك ما أراد العارف أبو عبد اللّٰه البستي في كتابه الذي جعله في عبد الرب و عبد الصمد فإن الصمد الذي نريده لا يضاف و لا يضاف إليه فإن المتضايفين لا بد أن يكون لهما بينية فيكون بينهما نسبة رابطة بها يصح أن تكون الإضافة محققة لهما فالصمد الذي أراده البستي بعبد الصمد هو الذي يلجأ إليه و يتعلق به و يقابل بالتوجه و لهذا نهت الشريعة للمصلي إذا استتر بأصطوانة أو عصا أو مؤخرة رحل أو ما هو مثلها أن يصمد إليها صمدا و لكن ينحرف عنها قليلا يمينا أو شمالا و ليس من أوصاف التنزيه من يصمد إليه و لكنه من أوصاف الكرم فالصمدية المطلقة عن هذا التقييد هي التي تستحق أن تكون صفة تنزيه إذ لا تعلق للكون بها و هي المطلوبة في هذا المنزل و شرحها في اللغة مذكور الأسماء الإلهية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية