و ما رأينا لعقل في تقلبه *** في حضرة الذات في توحيده قدما
[الابدار الذي نصبه اللّٰه مثالا في العالم فهو الخليفة الإلهي]
اعلم أنه لا يقال في مذكور هل هو موجود أم لا حتى يكون خفي الوجود و من كان وجوده ظاهرا لكل عين فإنه يرتفع عنه طلب هل فإنه استفهام و الاستفهام لا يكون إلا عن جهالة بحال ما استفهم عنه و كذلك لا يقال لم إلا في معلول و لا يقال ما إلا في محدود و لا يقال كيف إلا في قابل للأحوال و الحق منزه عن هذه الأمور المعقولة من هذه المطالب فهو منزه الذات عن هذه المطالب بل لا يجوز عليه لا في حق من يرى أن الوجود هو اللّٰه و لا في حق من لا يراه فإن الذي يرى أن الوجود هو اللّٰه فيرى أن حكم ما ظهر به الحق إنما هو أحكام أعيان الممكنات فما وقعت هذه المطالب إلا على مستحقها فإنه ما طلبت عين الحق إلا من حيث ظهورها بحكم عين الممكن فعين الممكن هو المطلوب و التبس على الطالب و أما من لا يرى أن عين الوجود هو الحق فلا تجوز عليه المطالب ثم نرجع فنقول أما الإبدار الذي نصبه اللّٰه مثالا في العالم لتجليه بالحكم فيه فهو الخليفة الإلهي الذي ظهر في العالم بأسماء اللّٰه و أحكامه و الرحمة و القهر و الانتقام و العفو كما ظهر الشمس في ذات القمر فأناره كله فسمي بدرا فرأى الشمس نفسه في مرآة ذات البدر فكساه نورا سماه به بدرا كما رأى الحق في ذات من استخلفه فهو يحكم بحكم اللّٰه في العالم و الحق يشهده شهود من يفيده نور العلم قال تعالى ﴿إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية