﴿مٰا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ [ق:29] و قوله ﴿لاٰ تَبْدِيلَ لِكَلِمٰاتِ اللّٰهِ﴾ [يونس:64] و إن كان يسوغ في هذه الآية أن كلمات اللّٰه عبارة عن الموجودات كما قال في عيسى إنه ﴿كَلِمَتُهُ أَلْقٰاهٰا إِلىٰ مَرْيَمَ﴾ [النساء:171] فنفى أن يكون للموجودات تبديل بل التبديل لله و لا سيما و ظاهر الآية يدل على هذا التأويل و هو قوله ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا﴾ ﴿لاٰ تَبْدِيلَ لِكَلِمٰاتِ اللّٰهِ﴾ [يونس:64] أي ليس لهم في ذلك تبديل و هذه بشرى من اللّٰه بأن اللّٰه ما فطرنا إلا على الإقرار بربوبيته فما يتبدل ذلك الإقرار بما ظهر من الشرك بعد ذلك في بعض الناس لأن اللّٰه نفى عنهم أن يكون لهم تبديل في ذلك بل هم على فطرتهم و إليها يعود المشرك يوم القيامة عند تبري الشركاء منهم و إذا لم يضف التبديل إليهم فهي بشرى في حقهم بما لهم إلى الرحمة و إن سكنوا النار فبحكم كونها دارا لا كونها دار عذاب و آلام بل يجعلهم اللّٰه على مزاج ينعمون به في النار بحيث لو دخلوا الجنة بذلك المزاج تألموا لعدم موافقة مزاجهم لما هي عليه الجنة من الاعتدال فمن حقت عليه كلمة اللّٰه بأمر فإنه يعمل في غير معمل و يطمع في غير مطمع «قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فيمن يعمل بعمل أهل الجنة حتى يقرب منها بعمله فيما يبدو للناس فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخل النار و كذلك الآخر ثم قال و إنما الأعمال بالخواتم»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية