﴿اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة:6] بالألف و اللام اللذين للعهد و هو هذا الصراط الذي عليه الرب أن يكون مشهودا لنا في وقت مشي الحق فيه بنا فإنه صراط من أنعم عليه و من غضب اللّٰه عليه و أصله في السبيل التي فرقته عن سبيله و هو الصراط الذي هو عليه حجبته عن شهوده فلا يشهده إلا سعيد و إن لم يشهده و آمن به و جعله كأنه يشهده فهو سعيد و معلوم أن تصرف كل دابة قد يتعلق به لسان حمد أو ذم لأمور عرضية في الطريق عينتها الأحوال و أحكام الأسماء و الأصل محفوظ في نفس الأمر تشهده الرسل سلام اللّٰه عليهم و الخاصة من عباد اللّٰه
«وصل»
و من نفس الرحمن الذي نفس اللّٰه به عن عباده المؤمنين بالرسل قوله ﴿وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مٰا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:4] فنفس اللّٰه بذلك عن قلوب كان قد قام بها إن اللّٰه تعالى لا يعلم الجزئيات و إن كان القائل بذلك قد قصد التنزيه لكنه ممن اجتهد فأخطأ أن قال ذلك عن اجتهاد فله الأجر فإن الأمر لا يتغير عما هو عليه في نفسه و لا يؤثر فيه حكم المجتهد لا بالإصابة و لا بالخطإ و إذا لم يتغير الأمر في نفسه بتغير الاجتهاد فالحكم له فلا يكون منه في العقبي إلا الخير فإنه الخير المحض الذي لا شر فيه فما عند المجتهدين من التغيير من جهته إلا ما تغيروا به من نفوسهم ف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية