فالأرض واحدة و أين صورة النجم من صورة الشجر على اختلاف أنواعها من صورة الإنسان من صور الحيوان و كل ذلك من حقيقة عنصرية ما زالت عنصريتها باختلاف ما ظهر فيها فاختلاف العالم بأسره لا يخرجه عن كونه واحد العين في الوجود فزيد ما هو عمرو و هما إنسان فهما عين الإنسان لا غيره فمن هنا تعرف العالم من هو و صورة الأمر فيه إن كنت ذا نظر صحيح ﴿وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلاٰ تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات:21] ما ثم إلا النفس الناطقة و هي العاقلة و المفكرة و المتخيلة و الحافظة و المصورة و المغذية و المنمية و الجاذبة و الدافعة و الهاضمة و الماسكة و السامعة و الباصرة و الطاعمة و المستنشقة و اللامسة و المدركة لهذه الأمور و اختلاف هذه القوي و اختلاف الأسماء عليها و ليست بشيء زائد عليها بل هي عين كل صورة و هكذا تجده في صور المعادن و النبات و الحيوان و الأفلاك و الأملاك فسبحان من أظهر الأشياء و هو عينها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية