و هو من الثلاثي لأنه قصد المدح و ليس من الرباعي فإن الرباعي لا يقال إلا في معرض الذم و الهجاء فما كل من قدر أمرا أوجده و من هذه الحقيقة الإلهية ظهر في الوجود النظري عند العلماء فرض المحال في العلوم فهو يقدر ما لا يصح وجوده و قد يقدر ما يصح وجوده و لا يوجد و كذلك قال هذا العربي و بعض الناس يعد بالخير و لا يفعله و أنت أيها الملك ما ترى مصلحة إلا و تفعلها فالخالق له معنيان المقدر و الموجد فمن خلق فقد قدر أو أوجد فقدر سبحانه مرتبة الطبيعة أنه لو كان لها وجود لكان دون النفس فهي و إن لم تكن موجودة العين فهي مشهودة للحق و لهذا ميزها و عين مرتبتها و هي للكائنات الطبيعية كالاسماء الإلهية تعلم و تعقل و تظهر آثارها و لا تجهل و لا عين لها جملة واحدة من خارج كذلك الطبيعة تعطي ما في قوتها من الصور الحسية المضافة إليها الوجودية و لا وجود لها من خارج فما أعجب مرتبتها و ما أعلى أثرها فهي ذات معقولة مجموع أربع حقائق يسمى أثر هذه الأربع في الأجسام المخلوقة الطبيعية حرارة و يبوسة و برودة و رطوبة و هذه آثار الطبيعة في الأجسام لا عينها كالحياة و العلم و الإرادة و القول في النسب الإلهية و ما في الوجود العيني سوى ذات واحدة فالحياة تنظر إلى الحرارة و العلم ينظر إلى البرودة و الإرادة تنظر إلى اليبوسة و القول ينظر إلى الرطوبة و لهذا وصفه باللين فقال ﴿فَقُولاٰ لَهُ قَوْلاً لَيِّناً﴾ [ طه:44]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية