فالنبوة و الرسالة من حيث عينها و حكمها ما نسخت و إنما انقطع الوحي الخاص بالرسول و النبي من نزول الملك على أذنه و قلبه و تحجير لفظ اسم النبي و الرسول فلا يقال في المجتهد إنه نبي و لا رسول كما حجر الاجتهاد على الأنبياء فيما شرعه و المجتهد و إن كان يرشد الناس بما أداه إليه دليله و اجتهاده فلا يطلق عليه هذا الاسم فهو لفظ خاص بالأنبياء و الرسل ما هو لله و لا للأولياء بل هو اسم خاص للعبودية التي هي عين القرب من السيد و عدم مزاحمة السيد في رتبته بخلاف الولاية فإن العبد مزاحم له في اسم الولي تعالى و لهذا شق على المستخلصين من العبيد انقطاع اسم النبي و اسم الرسول لما كان من خصائصها و لم يكن له في الأسماء الإلهية عين
[الواقعة التي رأى فيها ابن عربى الباب السهل المرتقى إليه الصعب النزول عنه]
و إذا كانت النبوة نعتا إلهيا في أحكامها و منها أوجب الحق على نفسه ما أوجب لأن الوجوب للشرع ما هو لغير الشرع فقال ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام:54]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية