و في هذا الحديث مسألة عظيمة بين الأشاعرة و المعتزلة و هو حديث صحيح فالغيرة أثبتها الايمان و لكن بأداة مخصوصة و هي اللام الأجلية أو من أو الباء و تستحيل بأداة على و هي التي وقعت من الشبلي إما غلطة و إما قبل أن يعرف اللّٰه معرفة العارفين فالغيرة في طريق اللّٰه هي الغيرة لله أو بالله أو من أجل اللّٰه و الغيرة على اللّٰه محال
[من كمال العالم وجود النقص الإضافي فيه]
فتحقيق كونها نعتا إلهيا و هو نعت يطلب الغير و لذا سميت غيرة فلو لا ملاحظة الغير ما سميت غيرة و لا وجدت فالإله القادر يطلب المألوه المقدور و هو الغير فلا بد من وجود ما يطلب إلا له وجوده فأوجد العالم على أكمل ما يكون الوجود فإنه لا بد أن يكون كذلك لاستحالة إضافة النقص إلى الكامل الاقتدار فلذلك قال ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] و هو الكمال فلو لم يوجد النقص في العالم لما كمل العالم فمن كمال العالم وجود النقص الإضافي فيه فلذلك قلنا إنه وجد على أكمل صورة بحيث إنه لم يبق في الإمكان أكمل منه لأنه على الصورة الإلهية «ورد في الخبر أن اللّٰه خلق آدم على صورته»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية