و كما لا يجتمع الدليل و المدلول لا تجتمع أنت و هو في حد و لا حقيقة فإنه الخالق و أنت المخلوق و إن كنت خالقا و هو المالك و أنت المملوك و إن كنت مالكا فلا يحجبنك الاشتراك في الأخلاق فإنك المخلوق و هو الخلاق
[مقام الخلق و التخلق و التحقق بالخلق الإلهي]
فهذا مقام الخلق قد أبنته و ما عدا هذا مما تشير إليه الصوفية من التخلق فهو تلفيق من الكلام و قولهم في التخلق بالأسماء كذلك و نحن قد أطلقنا مثل ما أطلقوه و لكن عن علم محقق و إطلاق مطلق بأدب إلهي عن تحقق فهو في الحقيقة خلق لا تخلق كما أفهمتك و أكثر من هذا الإيضاح و البيان الذي يطلبه هذا المقام فلا يكون فإنا ما تعدينا فيه حدود اللّٰه في عبارتنا و لا ذكرنا شيئا ما نسبه إلى نفسه فما خرجنا عن كلامه و ما أنزله على الصادقين من عباده ﴿وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ﴾ [الزخرف:84]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية