[شرطا حرص الوارث المكمل و شرهه]
و لكن لا بد لهذا الشرة من وجود الشرطين الاطلاع و الأمر الإلهي و هو الشرط الأعظم و أما الاطلاع و إن اشترط فهو شرط ضعيف فإنه لا يشترط إلا لمن ادعى أنه يدخر في حق الغير ثم يتناول من ذلك المدخر في حق نفسه فيقال له هل أطلعك اللّٰه على من له هذا المدخر عندك و هل اطلعت على أنه لا يصل إليهم إلا على يدك فإن قال نعم سلم له الادخار و إن قال لا قيل له فحرصك ما قام على أصل مقطوع بصحته فدخله الخلل فإن قيل فقد قالت طائفة من صح توكله في نفسه صح توكله في غيره قلنا هذا صحيح و هذا لا يناقض حال هذا الحريص على الكسب و الادخار و المزاحمة لأبناء الدنيا الذين لا توكل لهم على ذلك فإن التوكل أمر باطن و هو الاعتماد على اللّٰه و هذا المدخر إن كان اعتماده على ما ادخره فهذا يناقض التوكل و إن لم يعتمد عليه فليس يناقض لكن يناقض التجريد الظاهر و قطع الأسباب و ليس هذا من أحوال المكملين و إنما هو من أحوال السالكين ليكون لهم ما اتخذوه عقدا ذوقا فإن الذوق أتم في التمكن فإنه يزيل الاضطراب في حال عدم السبب الذي من عادة النفس أن تسكن إليه و سيرد تحقيق هذا في مقام التوكل بعد هذا إن شاء اللّٰه
[درجات الشره و الحرص عند العارفين]
و لهذا الشرة و الحرص من الدرجات عند العارفين سواء كانوا من أهل الأدب و الوقوف أو من أهل الأنس و الوصال ثمانمائة و خمس و ستون درجة و عند الملامتية سواء كان الملامي من أهل الأنس و الوصال أو من أهل الأدب و الوقوف ثمانمائة درجة و ثلاث درجات فإن كان العارفون من أهل الأسرار فلهم من الدرجات ألف و خمسمائة و خمس و ثلاثون درجة و إن كانوا من أهل الأنوار فلهم ثمانمائة درجة و خمس و ستون درجة و إن كان الملامية من أهل الأسرار فلهم ألف و أربعمائة و ثلاث و سبعون درجة و إن كانوا من أهل الأنوار فلهم ثمانمائة و ثلاث درجات
[النعوت الإلهية التي هي مجرد أفعال و التي لها أسماء]
و هو نعت إلهي فإنه يقول ﴿عَجَّلْنٰا لَهُ فِيهٰا مٰا نَشٰاءُ لِمَنْ نُرِيدُ﴾ [الإسراء:18] و كذلك الحرص نعت إلهي أيضا و هو الذي يقتضيه «قول اللّٰه لملائكته في المتشاحنين أنظروا هذين حتى يصطلحا»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية