ثم خزائن الحجة خصوص في خزائن الكلام و هو القول المعجز و هو قول الحق و الصدق و كذا رأيته في الواقعة مثل القرآن فهو الحجة من الكلام ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ [البقرة:23] و ﴿لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هٰذَا الْقُرْآنِ لاٰ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ كٰانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً﴾ [الإسراء:88] لأنه أتى من خزائن الحجة و سائر الكتب و الصحف من خزائن الكلام و سائر المخلوقات من خزائن علم التدبير
(السؤال الثالث و الخمسون و مائة)أين خزائن علم اللّٰه من خزائن علم البدء
الجواب في المساوقة الوجودية لأن اللّٰه لم يزل عالما بأنه الإله و أن الممكن مألوه و أن العدم للممكن نعت أزلي و أنه لم يزل مظهرا للحق
[العلم الذي انفرد به الحق دون سواه]
فخزانة علم اللّٰه من علم البدء هو معرفة مرتبة الاسم اللّٰه من الاسم المبدئ كما يقال أين خزانة علم البديء من علم المعيد فإن الظرفية لا تخلوا إما أن تكون مكانية أو زمانية و لا مكان و لا زمان فإنهما هما اللذان يعطيان المقدار و أين كذا من كذا يطلب المقدار فغاية أن يقال في المرتبة الأولى التي لا تقبل الثاني و هي مرتبة الواجب الوجود الذاتي كما نقول في الممكن إنه في مرتبة الوجوب الإمكانى الذاتي و العلم بهذا هو علم سر السر و هو الأخفى و هو العلم الذي انفرد به الحق دون ما سواه و لا يعلم هذا إلا بالتحلي بالحاء المهملة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية