«و قد قيل له لما دعا في الصلاة على رعل و ذكوان و عصية ما بعثك اللّٰه سبابا و لا لعانا» أي طرادا أي لا تطرد عن رحمتي من بعثتك إليه و إن كان كافرا و إنما بعثتك رحمة و هو قوله ﴿وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً﴾ [الأنبياء:107]
[الحكيم يقضى بحكم الموطن]
فإذا حشروا إليه و هم أمته و هو بهذه المثابة من الرحمة التي فطر عليها و الرحمة التي بعث بها فيرحم منهم من يقتضي ذلك الموطن أن يرحم فإنه حكيم و الذي لا يقتضي ذلك الموطن أن يرحمه يقول فيه سحقا سحقا أدبا مع اللّٰه حتى يتجلى الحق في صفة غير تلك الصفة مما يقتضي الإسعاف في الجميع فعند ذلك تظهر بركته و رحمته صلى اللّٰه عليه و سلم فيمن بعث إليهم بما يرحمهم اللّٰه به و ينقلهم من النار إلى الجنان و من حال الشقاء إلى حال السعادة و إن كانوا مخلدين في النار فإن الحكم يقضي بحكم الموطن كرجل مقرب عند مليك رأى الملك في حال غضب على عبد من عبيده فلا ينبغي له في الأدب أن يشفع فيه في تلك الحال و لكن ينبغي له أن يقول أزيلوه من بين يدي الملك و اجعلوه في الحبس و قيدوه فإنه لا يصلح لشيء من الخير هذا العبد الآبق الكافر نعمة سيده كل ذلك بمرأى من سيده فإذا تجلى ذلك السيد في حال بسط و رضي و زال ذلك العبد إلى السجن و القيد و بعد عن الرحمة و إن كان في رحمة حينئذ يليق بهذا المقرب أن يقول للسيد يا مولانا فلأن على كل حال هو عبدك و ما له راحم سواك و إلى من يلجأ إن طردته و من يوسع عليه إن ضيقت عليه و هو محسوب عليك و في هذا من العار بالحضرة أن يقال فيه أنه لم يحترم سيده إذا رىء معاقبا و الحضرة أجل من أن يقال عنها إنها لم تحترم فإذا عفوت عنه و ألحقته بالسعداء استتر الأمر و أنا يا مولاي أغار أن ينسب إلى هذه الحضرة ما يشينها و مثل هذا الكلام مع البسط الذي هو عليه السيد و اقتضى الموضع الشفاعة فيه فيأمر السيد بتبديل حال الشقاء عنه بحال السعادة و إن يخلع عليه خلع الرضي و إن بقي محبوسا فيصير له ذلك الدار و المنزل ملكا و يهبه له ربه ملكا و يرجع عذابه نعيما و هو أبلغ في القدرة هذا إن كانت تلك الدار سكناه أو يأمر بإخراجه إلى منازل السعداء
[طلوع الفجر النبوة و بزوغ شمسها و بركات أهل البيت على البشرية كلها]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية