﴿وَ فِي الْأَرْضِ إِلٰهٌ﴾ [الزخرف:84] فهو نائب الحق في أرضه و عليه يقع الكلام و إن أراد بالخلافة أنه يخلف من كان فيها لما فقد فما نحن بصدد ذلك و كان المقصود النيابة عن الحق بقوله ﴿خَلِيفَةً﴾ [البقرة:30] لقولهم ﴿مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ الدِّمٰاءَ﴾ [البقرة:30] و هذا لا يقع إلا ممن له حكم و لا حكم إلا لمن له مرتبة التقدم و إنفاذ الأوامر
[الخلافة التي هي بمعنى النيابة عن اللّٰه في خلقه]
فأما مقصود السائل فإنه يريد الخلافة التي هي بمعنى النيابة عن اللّٰه في خلقه فأقامه بالاسم الظاهر و أعطاه علم الأسماء من حيث ما هي عليه من الخواص التي يكون عنها الانفعالات فيتصرف بها في العالم تصرفها فإنه لكل اسم خاصة من الفعل في الكون يعلمها من يعلم علم الحروف و ترتيبها من حيث ما هي مرقومة و من حيث ما هي متلفظ بها و من حيث ما هي متوهمة في الخيال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية