﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلاٰئِكَتُهُ﴾ [الأحزاب:43]
[لا مفاضلة و لا أفضل من جهة الحقائق]
و هذا كله بلسان التفصيل و أما جهة الحقائق فلا مفاضلة و لا أفضل لارتباط الأشخاص بالمراتب و ارتباط المراتب بالأسماء الإلهية و إن كان لها الابتهاج بذاتها و كمالها فابتهاجها بظهور آثارها في أعيان المظاهر أتم ابتهاجا لظهور سلطانها كما تعطي الإشارة في قول القائل المترجم عنها حيث نطق بلسانها من كناية نحن المنزل عن اللّٰه في كلامه و هي كناية تقتضي الكثرة
نحن في مجلس السرور و لكن *** ليس إلا بكم يتم السرور
فمجلس السرور لها حضرة الذات و تمام السرور لها ما تعطيه حقائقها في المظاهر و هو قوله بكم و ذلك لكمال الوجود و المعرفة لا لكمال الذات إن عقلت
(السؤال الثلاثون)خلق اللّٰه الخلق في ظلمة
الجواب هذا مثل قوله ﴿وَ اللّٰهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصٰارَ وَ الْأَفْئِدَةَ﴾ [النحل:78] فهذه أنوار فيك تدرك بها الأشياء فما أدركت إلا بما جعل فيك و ما جعل فيك سوى أنت فله تعالى مما أنت الوجود و أنت من ذلك الوجود المدرك به المعدوم الموجود و ما لا يتصف بالعدم و لا بالوجود و هو إدراك الأفئدة مما ذكر فالممكنات على عدم تناهيها في ظلمة من ذاتها و عينها لا نعلم شيئا ما لم تكن مظهرا لوجوده و هو ما يستفيده الممكن منه و هو قوله تعالى ﴿عَلىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [الزمر:22]
[أنتم في الظلمة فيكم و أنتم في الوجود فيه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية