﴿إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَأَوّٰاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة:114] فعلمت إن اللّٰه تعالى لا بد أن يعطيني من الاقتدار ما يكون معه الحلم إذ لا حليم عن غير قدرة على من يحلم عنه و علمت إن اللّٰه تعالى لا بد أن يبتليني بكلام في عرضي من أشخاص فأعاملهم مع القدرة عليهم بالحلم عنهم و يكون أذى كثير فإنه جاء حليم ببنية المبالغة و هي فعيل ثم وصف بالأواه و هو الذي يكثر منه التأوه لما يشاهده من جلال اللّٰه و كونه ما في قوته مما ينبغي أن يعامل به ذلك الجلال الإلهي من التعظيم إذ لا طاقة للمحدث على ما يقابل به جلال اللّٰه من التكبير و التعظيم فهذا أيضا من قصدنا مقام إبراهيم لنتخذه مصلى أي موضع دعاء في صلاة أو أثر صلاة لنيل هذا المقام و الصفة التي هي نعت إبراهيم خليل اللّٰه و حاله و مقامه فنرجو إن يكون لنا نصيب من الخلة كما حصل من درجة الكمال و الختام و الرفعة السارية في الأشياء في هذه الأمة الحظ الوافر بالبشرى في ذلك
[من مقامات إبراهيم الخليل]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية