[لا أعلى في الإنسان من الصفة الجمادية]
و الصفا و المروة صفة جمادية مناسبة للحجارة التي ظهر بترتيبها شكل البيت المخصوص فإنها بذلك الشكل أعطت اسم البيت و لو لا ذلك لم يوجد اسم البيت و قد بينا لك أن الجمادات هي أعرف بالله و أعبد لله من سائر المولدات و إنها خلقت في المعرفة لا عقل لها و لا شهوة و لا تصرف إلا إن صرفت فهي مصرفة بغيرها لا بنفسها و لا مصرف إلا اللّٰه فهي مصرفة بتصريف اللّٰه و النبات و إن خلق في المعرفة مثلها فإنه نزل عن درجتها بالنمو و طلب الرفعة عليها بنفسه حين كان من أهل التغذي و هو يعطي النمو و طلب الارتفاع و الجماد ليس كذلك ليس له العلو في الحركة الطبيعية لكن إذا رقى به إلى العلو و ترك مع طبعه طلب السفل و هو حقيقة العبودية و العلو نعت إلهي فإنه هو العلي فالحجر يهرب من مزاحمة الربوبية في العلو فيهبط من خشية اللّٰه و بهذا أخبر اللّٰه عنه فقال ﴿وَ إِنَّ مِنْهٰا﴾ [البقرة:74] لما ذكر الحجارة ﴿لَمٰا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِ﴾ [البقرة:74] فجعل هبوط الطبيعي من خشية فهو منشا من الخشية لله و الشهود له ذاتي و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية