﴿كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً بِمٰا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيّٰامِ الْخٰالِيَةِ﴾ [الحاقة:24] يعني أيام الصوم في زمان التكليف و أهل اللّٰه الذين يصومون هذه الثلاثة الأيام و أي صوم كان على استحضار ما ذكرناه من أنه يتلبس بوصف إلهي يكون جزاؤه من هذه صفته قوله ﴿مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزٰاؤُهُ﴾ [يوسف:75]
[الإنسان أكمل نشأة و الملك أكمل منزلة]
و لما لم تكن هذه الصفة عملا للملك لم يحضر مع الصائم في حضرة لهذا التجلي فلا يعرف هذا المجلى ذوقا ذاتيا و الإنسان يشهده تعالى إذا كان من أهل العلم بالله الكامل في جميع ما يشهده فيه الملك كان الملك في أي مقام كان و مع هذا فلا يدل على إن الإنسان أعظم عند اللّٰه من الملك فالإنسان أكمل نشأة و الملك أكمل منزلة كذا قال لي رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في مشهد واقعة أبصرته صلى اللّٰه عليه و سلم فيه فسألته لكن الإنسان أجمع بالذوق من الملك لأجل جمعيته و بعض الناس يغلط في هذا المقام من أجل تشكل الروحاني في أي صورة شاء و ما علم إن التكحل في العينين ليس كالكحل فالإنسان الكامل لا الإنسان الحيواني أكمل نشأة للحقائق التي أنشئ عليها حقائق الأسماء الإلهية و حقائق العالم و هو الذي أنشأه اللّٰه على الصورة فهو بجمعيته حق كله فالحق مجلاه إذ كان له الكمال فيراه بكل عين و يشهده في كل صورة و لا يدل هذا على أنه أفضل عند اللّٰه فإن هذا كان لجمعيته فلا يقال في الشيء إنه أفضل من نفسه و إنما تقع الفضيلة بين الغيرين و لا غير فإن الملك جزء من الإنسان و الجزء من الكل و للكل من الجزء ما ليس للجزء من الكل و المثلان لا يتفاضلان فيما هما مثلان فيه فإن تفاضلا فما هما مثلان
[ممسوك الدار]
و لنا في ذلك من قصيدة في واقعة عجيبة و قد نوديت ممسوك الدار
مسكتك في داري لإظهار صورتي *** فسبحانكم مجلى و سبحان سبحانا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية