و إتيان الليل ظهور سلطان الغيب لا ظهور ما في الغيب فجاء ليستر ما كانت شمس الحقيقة كشفته غيرة لعدم احترام المكاشفين لما عاينوه من شعائر اللّٰه و حرماته فإن البصر قد أدرك ما لو اعتبر في شيء منه ما و في بما يجب عليه من التعظيم الإلهي له فلما قلت الحرمة منهم ستره الليل غيرة فدخل في غيب الليل
[علوم الأنوار و علوم الأسرار]
غير أن الإنسان إذا دخل في الغيب و اتصف به أدرك ما فيه من علوم الأنوار لا من علوم الأسرار و علوم الأنوار هو كل علم يتعلق به منافع الأكوان كلها كما إن الليل إذا جاء ظهرت بمجيئه أنوار الكواكب و اللّٰه جعلها لنهتدي بها ﴿فِي ظُلُمٰاتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ﴾ [الأنعام:97] و هما علم الإحسان و علم الحياة و علوم الأسرار خفيت عن أبصار الناظرين و هي غيب الغيب فصار الغيب على هذا فيه ما يدرك به و فيه ما لا يدرك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية