﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23] مع ما عبد في الأرض من الحجارة و النبات و الحيوان و في السماء من الكواكب و الملائكة و ذلك لاعتقادهم في كل معبود أنه إله لا لكونه حجرا و لا شجرة و لا غير ذلك و إن أخطئوا في النسبة في أخطئوا في المعبود فلهذا قال ﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23] فكان من قضائه أنهم اعتقدوا الإله و حينئذ عبدوا ما عبدوا فهذا من الغيرة الإلهية حتى لا يعبد إلا من له هذه لصفة و ليس إلا اللّٰه سبحانه في نفس الأمر فقد تستعظم الصدقة من هذا الكشف*
[الوجوه المختلفة لاستحقار الأشياء عند أهل اللّٰه]
و أما استحقارها عند بعضهم فلمشهد آخر ليس هذا فإن مشاهد القوم و أحوالهم و أذواقهم و مشاربهم تحكم عليهم بقوتها و سلطانها و هل كل ما ذكرناه في الاستعظام إلا من باب حكم الأحوال و الأذواق و المشاهد على أصحابها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية