و ما قال يتطهرون و لا يتزكون بها فقد يكون هذا من خصوص وصفه و هو رءوف رحيم بأمته فلو لا ما علم أن أخذه يطهره و يزكيه بها و قد أخبره اللّٰه أن ثعلبة بن حاطب يلقاه منافقا فامتنع أدبا مع اللّٰه
[الاجتهاد سائغ و كل مجتهد مأجور]
فمن شاء وقف لوقوفه صلى اللّٰه عليه و سلم كأبي بكر و عمر و من شاء لم يقف كعثمان لأمر اللّٰه بها العام و ما لم يلزم غير النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أن يطهر و يزكي مؤدي الزكاة بها و الخليفة فيها إنما هو وكيل من عينت له هذه الزكاة أعني الأصناف الذين يستحقونها إذ كان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ما نهى أحدا و لا أمره فيما توقف فيه و اجتنبه فساغ الاجتهاد و راعى كل مجتهد الدليل الذي أداه إليه اجتهاده فمن خطأ مجتهدا فما وفاه حقه و إن المخطئ و المصيب منهم واحد لا بعينه
(وصل) [الذين يكنزون الذهب و الفضة]
اعلم أن اللّٰه تعالى لما قال ﴿اَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَ الْفِضَّةَ وَ لاٰ يُنْفِقُونَهٰا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذٰابٍ أَلِيمٍ﴾ [التوبة:34] كان ذلك قبل فرض الزكاة التي فرض اللّٰه على عباده في أموالهم فلما فرض اللّٰه الزكاة على عباده المؤمنين طهر اللّٰه بها أموالهم و زال بأدائها اسم البخل من مؤديها فإنه قال فيمن أنزلت الزكاة من أجله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية