﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] و هو يعلم أني أكذب في مقالتي فإني رأيت نفسي لاهية بخواطرها عن عبادته فبقيت أردد القراءة من أول الفاتحة إلى قوله ملك ﴿(مٰالِكِ)يَوْمِ الدِّينِ﴾ و لا أقدر أن أقول ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] إنه ما خلصت لي فبقيت أستحيي أن أكذب بين يديه تعالى فيمقتني فما ركعت حتى طلع الفجر و قد رضت كبدي و ما أنا إلا راحل إليه على حالة لا أرضاها من نفسي فما انقضت ثالثة حتى مات الشاب فلما دفن أتى الأستاذ إلى قبره فسأله عن حاله فسمع صوت الشاب من قبره و هو يقول له يا أستاذ
أنا حي عند حي *** لم يحاسبني بشي
قال فرجع الأستاذ إلى بيته و لزم فراشه مريضا مما أثر فيه حال الفتى فلحق به فمن قرأ ﴿إِيّٰاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة:5] على قراءة الشاب فقد قرأ
[اهدنا الصراط المستقيم]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية